مع تواصل الانتهاكات الإنسانية وكثرتها وعدم المحافظة على حقوق الإنسان وكرامته قام الإنسان بإنشاء منظمات تحميه من الأخطار القائمة والانتهاكات المستمرة لشخصيته الإنسانية، ويسعدني أن أقدم هذه الأورق البحثية إلى الدكتور قيس النوري في مادة الدبلوماسية، والذي أتكلم فيه عن الدبلوماسية الإنسانية وخصوصًا دبلوماسية الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ونذكر أيضًا الأهداف التي تحققها الدبلوماسية الإنسانية الفعالة ونعرفها ونتعرف عليها وما واجبنا نحو هذه المنظمات.
تعريف الدبلوماسية الإنسانية
هي إقناع صانعي القرار وأصحاب الآراء بالعمل على الدوام لما هو في مصلحة المستضعفين باحترام المبادئ الإنسانية الأساسية على الوجه التام. فعلى سبيل المثال، تعد حركة الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي حركة إنسانية دولية، مهمتهما حماية حياة الإنسان وصحته، المقصود بصحته صحته النفسية والجسدية، وذلك لضمان كرامته الإنسانية وتخفيف المعاناة عنه، دون أيّ تمييز مستند على الجنسية أو الجنس أو المعتقدات الدينية أو اللون أَو الآراء السياسية للإنسان، كما تشمل الحركة عدة منظمات مستقلة قانونيًا عن بعضها البعض، لكنها متحدة ضمن الحركة من خلال المبادئِ الأساسية المشتركة، والأهداف، والرموز، والقوانين.
وينبغي اعتبار التعريف سلسلة متعاقبة من العبارات والجمل والدلالات التي تعمل عمل المَعلم للاستدلال على التدابير التي يتعين على الجمعيات الوطنية والجمعيات الدولية والاتحاد الدولي الخاص بحقوق الإنسان اتخاذها والعمل بها، وبعد فهم التعريف يتضح تطبيق مبدأ الدبلوماسية الإنسانية عمليًا، ويشار إلى هذه الخطوات في السياسة، على أنها المعالم الأربعة للاستدلال على التدابير اللازمة، وتتمثل الخطوات فيما يلي:
- مسؤولية الإقناع.
- الإقناع عبر الأدوات والتدابير الدبلوماسية الملائمة.
- التركيز على مجالي المعرفة والخبرة.
- والتعاون في الوقت المناسب مع شركاء من خارج الحركة [1].
الأهداف التي تحققها الدبلوماسية الفعالة
ولا يمكن تحقيق تلك الأهداف الإنسانية على نحو فعال إلا بجعل الدبلوماسية الإنسانية جزءا لا يتجزأ من العمل اليومي للمؤسسات والجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي، والغرض الأساسي من هذه السياسة هو ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية، وكما تشمل الدبلوماسية الإنسانية المناصرة والمفاوضات والاتصال والاتفاقات الرسمية وغيرها من الإجراءات[2]، مثل:
- زيادة فرص أخذ مصالح المستضعفين بعين الاعتبار من جانب صانعي القرار وأصحاب الآراء.
- زيادة فرص الوصول إلى صانعي القرار والتأثير بالتعاون معهم.
- تدعيم إتاحة الخدمة الإنسانية وضمان الحيز الإنساني من جانب الجمعيات والمؤسسات الطبية والجمعيات الوطنية والاتحاد الدولية.
- تعزيز ووضوح أنشطة الصليب الأحمر والهلال الأحمر وفهم الجمهور لها وتقبلها.
- تعزيز القدرات لحشد كل الموارد ذات الصلة في تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة.
- وتيسير الشركات الفعالة لدى تلبية احتياجات المستضعفين.
المسؤوليات التي تقع على عاتق كل جمعية وطنية والاتحاد الدولي
- استخدام دليل بروتوكولات كدليل يومي.
- ترسيخ الدبلوماسية الإنسانية كطريقة تفكير في ثقافة الجمعية الوطنية، وهنا يدعى إلى تغيير ثقافة الفرد المنتمي إلى دولة وحضارة[3].
بعد قراءةٍ موجزة وسريعة عن الدبلوماسية الإنسانية، يتضح أنها قائمة على أساس تزويد الجمعيات الوطنية والاتحاد الدولي بإطار أكثر فعالية لدفع أهدافهم الجوهرية المنشودة قُدمًا.
ولكن يُخشى على هذا العمل النبيل أن يقع تحت أيدي الاستغلال من قبل الدول الكبرى في العمل لصالحها، إذ قد يُستغل في حالة الحرب للجاسوسية، كما كانت تعمل إسرائيل في حربها مع لبنان وسوريا، وتدعو هذه الجمعيات دائمًا إلى تحقيق أهدافها ونصرة المستضعفين في كل مكان لكن تغيب حينا وتظهر حينا في قضايا دون أخرى.
ويرى البعض أنه ينبغي ألا يُنظر إلى هذه المنظمات من جانب سلبي بحت، فيما يرى آخرون، أنه يجب الحذر منها وأخذ أعمالها في الحسبان.
