أولًا: مقدمة
تعد الجغرافيا من الموضوعات المتشعبة والمتسعة في دراسة العلاقات الدولية؛ إذ تتضمن دراسة للأرض ومواردها ومساحتها (ارتباط مكاني)، ودراسة للتاريخ وتطور الأحداث (ارتباط زماني)، وتشمل دراسة للحدود الدولية وتأثيرها على العلاقات الدولية.
وتعد الجغرافيا مدخلًا مهمًا في دراسة السياسة الخارجية لأي دولة، فهي بكل معطياتها بمنزلة الإطار الذي تستمد منه السياسة الخارجية قدرًا من دوافعها ومسبباتها.
ثانيًا: أهمية الدراسة
- الأهمية الرئيسة: تتمثل في جدتها بالنسبة للدراسات اليمنية؛ إذ تحلل الدراسة الاعتبارات الجغرافية كمحدد للسياسة الخارجية اليمنية.
- اعتبارات أخرى لأهمية الدراسة:
- الدور الذي لعبته القيادة اليمنية في منطقة البحر الأحمر في فترة الدراسة يشير إلى تحول هام في السياسة الخارجية اليمنية تجاه القضايا الرئيسة في المنطقة.
- دراسة المعطيات الجغرافية اليمنية تمثل مطلبًا أساسيًا لفهم السياسة الخارجية اليمنية في المنطقة، فالخصائص الجغرافية من أهم العوامل المؤثرة في تشكيل السياسة الداخلية والخارجية لليمن.
- تنبع أهمية دراسة السياسة الخارجية اليمنية تجاه البحر الأحمر من اعتبارات الموقع الجغرافي الهام.
- أن دراسة الصراعات في منطقة البحر الأحمر كالصراع العربي-الإسرائيلي، وصراعات القرن الأفريقي وتطوراتها تؤثر ولو بدرجات مختلفة في استجابات بعض القيادات العربية ومبادراتها، من بينها اليمنية.
ثالثًا: منهجية الدراسة
- المنهجية الرئيسة: (المنهج الجغرافي وأبعاده)؛ إذ تبني مدخلًا جغرافيًا لتحليل العلاقات الدولية والسياسة الخارجية للدول.
- المنهج التاريخي: يركز على عنصر الزمن كبعد أساسي، والتحليل التاريخي للتحقق من صحة التفسيرات.
- التحليل القانوني: لمعرفة البحر الأحمر من منظور القانون الدولي.
رابعًا: فروض الدراسة
- فرضية رئيسة: العِلاقة بين الإمكانات التي ينطوي عليها الموقع الجغرافي لليمن وبين محدودية القدرات اليمنية، وعدم قدرة القيادات اليمنية المتعاقبة على استغلاله.
- فروض فرعية:
- المتغير القيادي لم يحدث تغيرات رئيسة في السياسة الخارجية اليمنية.
- ثمة فجوة بين السياسة المعلنة لليمن وبين ترجمة هذه السياسة في الواقع الفعلي.
- سياسة اليمن في منطقة البحر الأحمر كانت ردة فعل لتفاعلات المنطقة ولم تتسم بالمبادرة.
خامسًا: صعوبات الدراسة
- ندرة المراجع العلمية التي تتناول سياسة اليمن الخارجية وعلاقاتها الدولية وبخاصة تجاه البحر الأحمر.
- تضارب البيانات حول بعض المؤشرات خاصة بين الجهات الرسمية ومصادر جهات بحثية.
سادسًا: خطة الدراسة
تشمل أربعة فصول على النحو التالي:
- الفصل الأول: الإطار النظري والمنهجي للدراسة، ويحوي ثلاثة مباحث.
- الفصل الثاني: أهم الملامح الجغرافية لليمن وأثرها على سياساتها الخارجية، ويحوي مبحثين.
- الفصل الثالث: الملامح الجغرافية والتاريخية والسياسة والقانونية للبحر الأحمر، ويحوي أربعة مباحث.
- الفصل الرابع: سياسة اليمن في منطقة البحر الأحمر، ويهدف هذا الفصل إلى التحقق من الافتراض الرئيس، ويحوي خمسة مباحث.
سابعًا: نتائج الدراسة
- اتضح من دراسة المعطيات الجغرافية لليمن أن هناك دورًا قد لعبته هذه المعطيات في السياسة الخارجية اليمنية وتشكيلها، إلا أن هذا الدور لا يتناسب مع وزن هذه المعطيات، فموقع اليمن يؤهلها للقيام بدور مهم في المنطقة، ولكن قدراتها على توظيف هذه المعطيات شبه معدومة.
اتضح كذلك من خلال دراسة سياسة اليمن تجاه البحر الأحمر أن القيادة اليمنية لم تحدث أي تغير نوعي في السياسة اليمنية تجاه البحر الأحمر؛ بسبب أولوية الأحداث الداخلية بالنسبة لليمن وضعف البنية الاقتصادية التي تمكنها من اتخاذ إجراءات مؤثرة تجاه البحر الأحمر. واقتصر الأمر على زيادة نسبة الاهتمام.
الهوامش:
*خديجة الهيصمي، الجغرافيا كمحدد للسياسة الخارجية اليمنية: دراسة تطبيقية على سياسة اليمن في البحر الأحمر 1970-1990م رسالة دكتوراه (جامعة القاهرة، 1990)