يهدف هذا الكتاب إلى أن يكون مقدمة أساسية لعلم السياسة الذي بات علماً له علاقة وثيقة بالقرن الحادي والعشرين، إذ أنه لم يعد تقديم علم السياسة بمنهجية ضيّقة الأفق بإستنادها إلى بلد واحد منهجية معقولة في حقبة يتزايد فيها الإعتماد المتبادل بين دول العالم.
فالقصد من هذا الكتاب أن يتمكّن القرّاء من تشكيل آرائهم السياسية، والتوصّل إلى مزيد من الفهم بشأن المنهج الأكاديمي لعلم السياسة.
“علم السياسة: الأسس” لا يعتمد في منهجيته على إفتراض الإنفصال عن سياسة العصر، وكذلك يبتعد عن فكرة الترويج لبرنامج سياسي قصير المدى، إنه يقوم بأساسه على مبادئ بعيدة الأمد يمكنها المساعدة على توجيه الإجراءات السياسية.
فــ”السياسة” تعني النشاط الإنساني الأساس لتقرير كيفية إمكان العيش معاً في مجتمعات محلية، وقد تم وضع هذا النشاط في سياق جغرافي متسع وبعيد الأمد.
ولتحقيق الغاية منه، يبدأ هذا الكتاب بنقاش حول طبيعة علم السياسة ومختلف المنهجيات الأكاديمية المنبّعة لفهمه، فقد خُصص الفصل الأول لتحديد السياقات المتنوعة التي يتم فيها النشاط السياسي، والفصلان الثاني والثالث لتناول الأفكار المتنافسة حول أهداف النشاط السياسي.
أما الفصل الرابع فقد تناول ماهية القرارات السياسية وكيفية التوصل إليها، وفي الفصل الخامس تم إستعراض أنواع القرارات التي تتخذ وكيفية تغيّر الأنظمة السياسية، والفصل السادس استعرض مجموعة متنوعة من الدول، وركز الفصل السابع على الديمقراطيات.
أما الثامن فقد تناول عمليات صنع القرارات ودور الأفراد في صناعة السياسة، واختُتم الكتاب بقائمة مراجع يمكن القراء الإستعانة بها لتحليل وتواصل واضحين.