الديمقراطية ليست تلك الطقوسَ التشريعية والسياسية التي ينتج عنها نظامُ دولةٍ ما فحسب، فالديمقراطية في أصل روحها هي هذه الدماءُ التي تسير في عروق الأمم فتُنبِت فيها روحًا جديدة تُمهِّد الطريق الوعرة أمامها لتنهضَ وتزدهر. ولا يخوض الكاتب هنا في معنى «الديمقراطية» من حيث هي نظامٌ للحُكم بقدرِ ما يعرضها بوصفها ثقافةً عاطفية لدى الشعوب؛ إذ يرى أن «المَثل الأعلى من الديمقراطية» يتحقَّق عندما يتساوى كل أفراد المجتمع فيما يتلقَّونه من الحقوق، وما يتوجَّب عليهم فعله من الواجبات تجاه مجتمعاتهم. وبالرغم من أن النُّظم الديمقراطية هي أوسع النُّظم الحاكمة انتشارًا، فقد شابَتها بعضُ الشوائب واعتلاها غيرُ مشهدٍ من مشاهد الاستبداد؛ وعلى هذا يبني الكاتب فكرته، ويحاول أن يُقدِّم لنا تعريفًا للديمقراطية من زاويةٍ أخرى.