المحتويات

    أنطونيو غرامشي: مفكر السجون ومفكك هيمنة السلطة

    كان أنطونيو غرامشي (1891-1937) مفكرًا سياسيًا، ومؤلفًا إيطاليًا. ويُعد من أبرز الفلاسفة السياسيين في القرن العشرين. وُلد في 22 يناير 1891 في مدينة أليس في سردينيا بإيطاليا لعائلة متواضعة. عاش طفولة صعبة بسبب الفقر والمرض، حيث أُصيب بمرض في عموده الفقري أدى إلى تشوه جسده وجعله يعاني من قصر القامة وآلام مزمنة طوال حياته. وعلى…

    كان أنطونيو غرامشي (1891-1937) مفكرًا سياسيًا، ومؤلفًا إيطاليًا. ويُعد من أبرز الفلاسفة السياسيين في القرن العشرين. وُلد في 22 يناير 1891 في مدينة أليس في سردينيا بإيطاليا لعائلة متواضعة. عاش طفولة صعبة بسبب الفقر والمرض، حيث أُصيب بمرض في عموده الفقري أدى إلى تشوه جسده وجعله يعاني من قصر القامة وآلام مزمنة طوال حياته. وعلى الرغم من هذه التحديات الصحية، كان غرامشي طالبًا متميزًا، واستطاع الالتحاق بي كلية الآداب بجامعة تورينو، حيث درس الفلسفة والتاريخ. وعمل ناقدًا مسرحيًا في عام 1916م. 

    واشتهر بأعماله حول الفلسفة الماركسية، والسياسة، والثقافة، والمجتمع. حيث لعب دورًا مهمًا في تأسيس الحزب الشيوعي الإيطالي وكان شخصية بارزة في الحركة العمالية الإيطالية. وأصبح عضوًا في الأمانة للفرع الإيطالي من الأممية الاشتراكية. في عام 1917، أصدر مع بالميرو تولياتي مجلة «النظام الجديد» (Ordine Nuovo).

    وفي حياته الشخصية، تزوج غرامشي من جوليا شوخت في عام 1926، وهي امرأة روسية، وأنجبا طفلين. لكنه قضى معظم حياته بعد ذلك في السجن، حيث تم اعتقاله في عام 1926 من قبل النظام الفاشي الإيطالي بقيادة موسوليني. وعلى الرغم من سجنه، إلا أنه استمر في الكتابة والتفكير، وكتب العديد من رسائله وأعماله الفكرية الأكثر تأثيرًا في تلك الفترة، بما في ذلك «دفاتر السجن» (Quaderni del carcere)، التي أصبحت فيما بعد من أهم إسهاماته الفكرية.

    توفي غرامشي في 27 أبريل 1937 في روما بعد تدهور حالته الصحية بسبب سنوات السجن القاسية.

    أهم أفكار غرامشي:

    1. الهيمنة الثقافية: الطبقة الحاكمة تسيطر عبر الثقافة والإقناع، وليس فقط بالقوة.

    مفهوم الهيمنة الثقافية عند أنطونيو غرامشي يشير إلى الطريقة التي تحافظ بها الطبقة الحاكمة على سيطرتها ليس فقط من خلال الوسائل السياسية أو الاقتصادية، ولكن أيضًا من خلال السيطرة على الثقافة والمفاهيم الفكرية السائدة في المجتمع. يوضح غرامشي أن السيطرة ليست مجرد مسألة قهر بالقوة أو باستخدام السلطة العسكرية والسياسية، بل تعتمد أيضًا على قدرة الطبقة الحاكمة على فرض أفكارها وقيمها على المجتمع ككل، بحيث تبدو هذه الأفكار «طبيعية» و«بديهية» بالنسبة للجماهير.

    العناصر الأساسية للهيمنة الثقافية عند غرامشي:

    • السيطرة على المؤسسات الثقافية: الطبقة الحاكمة تسيطر على وسائل الإعلام، المؤسسات التعليمية، الكنائس، والنظام القانوني، وبالتالي تبني تصورًا عن العالم يلائم مصالحها.
    • إقناع الطبقات الدنيا بقبول الوضع القائم: من خلال الهيمنة الثقافية، تصبح أفكار ومعتقدات الطبقة الحاكمة مقبولة لدى الطبقات الدنيا، وتُعتبر كأنها تعبر عن «الصالح العام» وليس فقط عن مصالح الطبقة الحاكمة، وهذا يؤدي إلى قبول الطبقات الدنيا للاستغلال دون وعي منهجي به.
    • الدور المحوري للمثقفين: غرامشي يميز بين نوعين من المثقفين: المثقفون التقليديون، الذين يدافعون عن الوضع القائم ويعززون الأفكار السائدة، والمثقفون العضويون، الذين يعبرون عن الطبقات العاملة ويعملون على تغيير الهيمنة الثقافية.
    • النضال الثقافي والفكري: يعتقد غرامشي أن أي تغيير سياسي أو اجتماعي حقيقي يجب أن يسبقه أو يصاحبه نضال ثقافي، حيث يجب على الطبقات المضطهدة أن تطور ثقافتها وأفكارها الخاصة التي تتحدى الأفكار المهيمنة.

    مثال على الهيمنة الثقافية:

    في المجتمعات الرأسمالية، قد تكون الأفكار السائدة حول العمل، الفردية، والديمقراطية الليبرالية هيمنة ثقافية. حيث يُعتبر العمل بأجر والمنافسة الفردية شيئًا “طبيعيًا” و”لا مفر منه”، رغم أن هذه الأفكار تخدم بشكل أساسي مصالح الطبقة الرأسمالية. الهيمنة الثقافية تجعل من هذه الأفكار جزءًا من وعي الجماهير، مما يجعلها أقل عرضة للتمرد أو المقاومة ضد النظام.

    تأثير مفهوم الهيمنة الثقافية:

    كان لمفهوم غرامشي للهيمنة الثقافية تأثير عميق على الفكر الاجتماعي والسياسي، وأصبح مفهومًا مركزيًا في دراسات الإعلام والثقافة، حيث يتم استخدامه لفهم كيف يتم تعزيز أو مقاومة السيطرة في المجتمعات المختلفة.

    2. المثقفون العضويون: المثقفون الذين يرتبطون بالطبقات الاجتماعية ويعبرون عن مصالحها.

    المثقفون العضويون عند أنطونيو غرامشي هم فئة من المثقفين الذين ينشَئون من الطبقات الاجتماعية المختلفة ويعملون على التعبير عن مصالح هذه الطبقات، سواء كانت الطبقة الحاكمة أو الطبقات العاملة. هؤلاء المثقفون لا ينتمون إلى نخبة معزولة عن المجتمع، بل هم جزء من الطبقة التي يمثلونها ويعملون على تشكيل وعيها وثقافتها.

    خصائص المثقفين العضويين:

    • الارتباط بالطبقة الاجتماعية: المثقفون العضويون مرتبطون بشكل وثيق بالطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها، ويمثلون مصالحها. على سبيل المثال، قد ينشأ المثقفون العضويون للطبقة العاملة من صفوفها ويعملون على رفع وعي هذه الطبقة وتحقيق أهدافها.
    • دورهم في تشكيل الوعي: المثقفون العضويون يلعبون دورًا حيويًا في صياغة الأيديولوجيات والأفكار التي تخدم الطبقة التي ينتمون إليها. و انهم ليسوا مجرد مفكرين مستقلين، بل يشاركون بنشاط في النضال الفكري والثقافي لتطوير رؤية للعالم تتماشى مع مصالح هذه الطبقة.
    • نقيض المثقفين التقليديين: في مقابل المثقفين العضويين، هناك لمثقفون التقليديون الذين يتبعون الأدوار التاريخية للمثقفين المحافظين المرتبطين بالطبقات الحاكمة، ويسعون إلى تعزيز الوضع القائم والحفاظ على الهيمنة الثقافية لهذه الطبقة.والمثقفون التقليديون يمثلون الاستمرارية الفكرية للمجتمع ويحافظون على الأفكار السائدة التي تخدم الطبقة الحاكمة.
    • المثقف العضوي كأداة للتغيير الاجتماعي: وفقًا لغرامشي، يلعب المثقفون العضويون دورًا حاسمًا في تغيير المجتمع، لأنهم قادرون على تحدي الأفكار المهيمنة وخلق وعي جديد لدى الطبقات المهمشة. وإنهم يعملون على تطوير ثقافة مضادة تتحدى الهيمنة الثقافية للطبقة الحاكمة، مما يجعلهم أدوات قوية في تحقيق الثورة والتغيير الاجتماعي.

    مثال على المثقفين العضويين:

    قد يكون النقابيون والناشطون في الحركات الاجتماعية من الطبقة العاملة أمثلة على المثقفين العضويين. هؤلاء الأفراد لا يعبرون فقط عن مصالح العمال، بل يساعدون في تنظيمهم وتوجيههم نحو أهداف محددة، مثل العدالة الاجتماعية والمساواة. هم يساهمون في بناء أيديولوجيا مضادة للهيمنة الثقافية للرأسمالية.

    ويرى غرامشي أن المثقفين العضويين يمثلون جزءًا لا يتجزأ من عملية التحول الاجتماعي والسياسي، حيث إن أي حركة اجتماعية ناجحة تحتاج إلى وجود مثقفين يرتبطون عضويًا بالطبقة التي تمثلها، ويعملون على توجيهها فكريًا وثقافيًا نحو أهدافها.

    3. الدولة والمجتمع المدني: الدولة ليست مجرد جهاز قمعي بل تضمن أيضًا المؤسسات الثقافية والاجتماعية التي تسهم في ترسيخ الهيمنة

    عند أنطونيو غرامشي، يُعتبر مفهوم الدولة والمجتمع المدني جزءًا مهمًا من نظريته حول الهيمنة الثقافية. وهو يوسع مفهوم الدولة ليشمل ليس فقط الأجهزة القمعية التقليدية (كالجيش والشرطة والنظام القضائي)، ولكن أيضًا المؤسسات الثقافية والاجتماعية التي تساهم في ترسيخ الهيمنة الطبقية. 

    وفقًا لغرامشي الدولة ليست مجرد جهاز قمعي يحافظ على السيطرة بالقوة بل هي أيضًا جهاز للهيمنة الأيديولوجية الذي يحافظ على النظام من خلال إقناع المجتمع بقبول الأفكار السائدة.

    العناصر الأساسية لفهم مفهوم الدولة والمجتمع المدني عند غرامشي:

    • الدولة (بالأجهزة القمعية): في المعنى التقليدي أن الدولة تتكون من الأجهزة القمعية التي تحتكر العنف، مثل الجيش، والشرطة، والنظام القضائي هذه الأجهزة تستخدم القوة والسيطرة للحفاظ على النظام والامتثال للقوانين وهذا الجانب من الدولة يُعرف بـ”الهيمنة بالقوة”، وهي الطريقة التي تفرض بها الطبقة الحاكمة سلطتها.
    • المجتمع المدني (الأجهزة الأيديولوجية): غرامشي يوسع مفهوم الدولة ليشمل أيضًا المجتمع المدني الذي يتكون من المؤسسات غير الحكومية التي تؤثر في وعي الناس مثل:
    • المدارس.
    • الكنائس.
    • وسائل الإعلام.
    • النقابات.
    • الأحزاب السياسية. 

    هذه المؤسسات تساهم في تشكيل القيم والمعتقدات السائدة وتساعد على بناء الهيمنة الأيديولوجية التي تُقنع الناس بقبول النظام الاجتماعي والسياسي القائم.

    • الهيمنة الثقافية في المجتمع المدني: الهيمنة الثقافية تتحقق عندما تتمكن الطبقة الحاكمة من السيطرة على المجتمع المدني، وتجعل أفكارها وقيمها تبدو طبيعية ومنطقية. فبدلاً من اللجوء إلى القمع المباشر، تعتمد الدولة على المجتمع المدني لترسيخ الهيمنة الأيديولوجية بحيث تتقبل الطبقات الدنيا الأفكار والمعتقدات التي تضمن استمرار النظام الاجتماعي لصالح الطبقة الحاكمة.
    • التوازن بين الهيمنة والقوة: غرامشي يوضح أن الدولة تحافظ على سلطتها عبر توازن بين القوة (الأجهزة القمعية) والهيمنة (الأجهزة الأيديولوجية). إذا كانت الهيمنة الثقافية فعالة بما فيه الكفاية، يصبح استخدام القوة أقل أهمية لأن الطبقات الدنيا تقبل النظام القائم باعتباره “طبيعيًا” و”مقبولًا.”

    المجتمع السياسي مقابل المجتمع المدني:

    • المجتمع السياسي: يشير إلى الدولة بمعناها التقليدي، أي الأجهزة الحكومية والقمعية.
    • المجتمع المدني: يشير إلى المؤسسات التي تشكل وتؤثر في وعي الناس ومعتقداتهم وتساهم في ترسيخ الهيمنة الأيديولوجية.

    دور المثقفين في المجتمع المدني:

    يرى غرامشي أن المثقفين يلعبون دورًا محوريًا في المجتمع المدني، حيث يسهمون في نشر الأيديولوجيات التي تدعم أو تتحدى الهيمنة، فالمثقفون العضويون على وجه الخصوص يمكن أن يساعدوا في بناء هيمنة مضادة من خلال تشكيل وعي جديد يُمكّن الطبقات المضطهدة من مقاومة السيطرة الطبقية.

    أهمية مفهوم الدولة والمجتمع المدني:

    مفهوم غرامشي للدولة والمجتمع المدني يبرز أهمية الثقافة والأيديولوجيا في فهم كيفية استمرار الأنظمة الاجتماعية والسياسية. بدلاً من التركيز فقط على القوة القمعية، ينبه غرامشي إلى أن السلطة الحقيقية تكمن في القدرة على التحكم في العقول والمفاهيم من خلال الهيمنة الثقافية، وهذا يتطلب السيطرة على المجتمع المدني.

    لذا يرى غرامشي أن أي تحول اجتماعي لا يمكن أن يحدث فقط من خلال النضال السياسي التقليدي (أي مواجهة الدولة القمعية)، بل يجب أن يتضمن أيضًا نضالًا فكريًا وثقافيًا لتحرير المجتمع المدني من الهيمنة الأيديولوجية للطبقة الحاكمة.

    أعماله:

    ترك أنطونيو غرامشي إرثًا فكريًا غنيًا، وذلك بالرغم من أنه قضى جزءًا كبيرًا من حياته في السجن تحت حكم موسوليني. وتركزت أعماله في مجالات الفلسفة  والسياسة والثقافة، وأصبحت مؤثرة بشكل كبير في الفكر الماركسي والدراسات الاجتماعية. 

    تشمل أهم أعماله:

    1. دفاتر السجن (Prison Notebooks):

       وهو يُعد العمل الأبرز والأهم لغرامشي وذلك لأنه كتب هذه الدفاتر خلال فترة سجنه بين عامي 1929 و1935. تتكون من مجموعة واسعة من الملاحظات والأفكار التي تغطي مجموعة متنوعة من المواضيع مثل الفلسفة والسياسة والتاريخ والأدب والثقافة.

       لمواضيع الرئيسية في دفاتر السجن:

    • الهيمنة الثقافية: وهي نظرية غرامشي الشهيرة حول كيفية سيطرة الطبقات الحاكمة على المجتمع عبر الهيمنة الأيديولوجية، وليس فقط من خلال القوة.
    • المثقفون العضويون: مفهومه عن المثقفين الذين يعملون لصالح الطبقات الاجتماعية ويعبرون عن مصالحها.
    • الدولة والمجتمع المدني: تحليله للعلاقة بين الدولة والمجتمع المدني وكيفية تأثير الهيمنة الثقافية على استمرار السيطرة السياسية.
    • الثورة والهيمنة المضادة: كيفية بناء «هيمنة مضادة» من قبل الطبقات العاملة للتغلب على الهيمنة الطبقية للرأسمالية.

       * دفاتر السجن لم تُنشر بشكل كامل خلال حياته، وإنما جُمعت ونُشرت لاحقًا بعد وفاته.

    2. رسائل من السجن (Letters from Prison):

    •  هذه الرسائل هي مجموعة من المراسلات التي كتبها غرامشي خلال فترة سجنه حيث توضح الرسائل أفكاره حول عائلته والسياسة ونظرياته الفلسفية، كما تعكس حالته النفسية وحجم التحديات التي واجهها أثناء السجن.
    • تكشف الرسائل جوانب إنسانية وشخصية من حياته وتوضح تصميمه على الاستمرار في التفكير والكتابة على الرغم من ظروف السجن الصعبة.

     3. الهيمنة والقوة:

    •  العديد من كتابات غرامشي تتناول العلاقة بين الهيمنة (السيطرة الأيديولوجية) والقوة (السيطرة القمعية). من خلال هذه الأفكار، قدم تحليلات عميقة حول كيفية استمرار الرأسمالية في السيطرة على المجتمع، حتى في الأوقات التي يبدو فيها النظام غير عادل.
    •  هذه الفكرة موجودة في مقالاته القصيرة وأفكاره المتفرقة في دفاتر السجن.

     4. مقالات وتحليلات سياسية:

    كان غرامشي،  قبل اعتقاله، ناشطًا سياسيًا وصحفيًا ، حيث كتب عددًا من المقالات السياسية لصالح الحزب الشيوعي الإيطالي وصحيفته «L’Ordine Nuovo» (النظام الجديد) من خلال هذه المقالات، دعا إلى تغيير اجتماعي من خلال التنظيم الثوري للعمال والمثقفين العضويين.

    5. ملاحظات حول المادية التاريخية:

     أعاد غرامشي تفسير مفهوم المادية التاريخية من خلال التركيز على العوامل الثقافية والأيديولوجية إلى جانب العوامل الاقتصادية. *هذه الملاحظات تنتشر في دفاتر السجن وتظهر اهتمامه الكبير بالعلاقة بين البنية الفوقية (الأيديولوجيا والثقافة) والبنية التحتية (الاقتصاد).

    تأثير أعمال غرامشي:

    أصبحت أعمال غرامشي مؤثرة في العديد من المجالات، بما في ذلك الفلسفة الماركسية و دراسات الثقافة ودراسات الإعلام ودراسات الهيمنة الأيديولوجية. وقد أثر في تطوير النظرية النقدية، وقدم إطارًا لفهم العلاقات بين القوة والثقافة والسياسة.

    على الرغم من ظروف السجن الصعبة التي كتب فيها معظم أعماله، استطاع غرامشي تقديم أفكار عميقة أثرت في الحركات الثورية والفكر السياسي في القرن العشرين وما بعده.

    كان أنطونيو غرامشي واحدًا من أبرز المفكرين الذين أثروا بشكل كبير في الفكر السياسي والاجتماعي في القرن العشرين. من خلال أعماله، وخاصة «دفاتر السجن»، قدّم تحليلات عميقة حول كيفية استمرار الطبقات الحاكمة في السيطرة على المجتمع عبر الهيمنة الثقافية، وليس فقط من خلال القوة. فكر غرامشي ألهم حركات اجتماعية وثقافية على مر العصور، حيث رأى أن النضال السياسي يجب أن يكون مصحوبًا بنضال ثقافي لتحرير المجتمعات من الهيمنة الأيديولوجية. على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة وفترة سجنه الطويلة، فإن أفكاره لا تزال ذات تأثير كبير حتى اليوم، وتستمر في تشكيل تفكير الحركات الثورية والتحررية في مختلف أنحاء العالم.

    المصادر

    المصادر العربية:

    • غرامشي، أنطونيو. دفاتر السجن. ترجمة: فواز طرابلسي، دار الفارابي، بيروت.
    • شفيق، محمد. الهيمنة والمجتمع المدني عند أنطونيو غرامشي. دار التنوير، بيروت.
    • الزبيدي، عبد الإله. المثقف العضوي عند غرامشي: قراءة جديدة في الفكر السياسي الماركسي. دار الحوار، سوريا.
    • مجموعة من المؤلفين. أنطونيو غرامشي: قراءات عربية. دار الفارابي، بيروت.
    • صابر، محمود. غرامشي والفكر الماركسي في العالم العربي. مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.
    • طه، نصر. قراءة في فكر أنطونيو غرامشي: المادية التاريخية والدولة والمجتمع المدني. دار الآفاق الجديدة، بيروت.

    المصادر الأجنبية:

    Adamson, Walter L. Hegemony and Revolution: Antonio Gramsci’s Political and Cultural Theory. University of California Press, 1980.

    Mouffe, Chantal. Gramsci and Marxist Theory. Routledge, 1979.

    Gramsci, Antonio. Selections from Political Writings (1910-1920). Edited by Quintin Hoare, Translated by John Mathews, Lawrence and Wishart, 1977.

    Hoare, Quintin, and Geoffrey Nowell Smith, eds. Selections from the Prison Notebooks of Antonio Gramsci. Lawrence and Wishart, 1971.


    أحدث المقالات

    • ميشيل فوكو: بين السلطة والمعرفة – تحليل فلسفي لتطور المفاهيم الاجتماعية والسياسية

      ميشيل فوكو: بين السلطة والمعرفة – تحليل فلسفي لتطور المفاهيم الاجتماعية والسياسية

    • ملخص عام لكتاب «الخوف من الحرية»

      ملخص عام لكتاب «الخوف من الحرية»

    • الرأسمالية والسياسة والدين: استكشاف شامل لأفكار ماكس فيبر الاجتماعية

      الرأسمالية والسياسة والدين: استكشاف شامل لأفكار ماكس فيبر الاجتماعية

    • أنطونيو غرامشي: مفكر السجون ومفكك هيمنة السلطة

      أنطونيو غرامشي: مفكر السجون ومفكك هيمنة السلطة

    • فلسفة هوبز: الخضوع لسلطة مطلقة تُرهب هي ما نحتاجه من أجل  الأمن والسلم أهلي 

      فلسفة هوبز: الخضوع لسلطة مطلقة تُرهب هي ما نحتاجه من أجل الأمن والسلم أهلي