ملخص كتاب رأس المال (2)

يبدأ ماركس بطرح مفهوم «السلعة» كشيء مزدوج الطبيعة. فمن جهة، لها قيمة استعمالية (يترجمها البعض بالقيمة الاستخدامية) تُشير إلى فائدتها وقدرتها على إشباع حاجة معينة (مثل شعور الدفء من المعطف).

ملخص-راس-المال-2
ملخص كتاب رأس المال لـ كارول ماركس، نقد الاقتصاد السياسي، المجلد الأول: عملية إنتاج رأس المال، الجزء الأول: السلعة والنقد، الفصل الأول: السلعة، القسم الثاني: الطابع المزدوج للعمل المتجسد في السلعة.

يبدأ ماركس بطرح مفهوم «السلعة» كشيء مزدوج الطبيعة. فمن جهة، لها قيمة استعمالية (يترجمها البعض بالقيمة الاستخدامية) تُشير إلى فائدتها وقدرتها على إشباع حاجة معينة (مثل شعور الدفء من المعطف). ومن جهة أخرى، لها قيمة تبادلية تُشير إلى قدرتها على المقارنة مع سلع أخرى وتبادلها (مثل كون المعطف ذا قيمة أكبر من 10 أمتار من الكتان).

مثال:

«لنتخيل لحظة أن الأمر يتعلق بشيئين اثنين هما غزال وأرنب، وبمالكين هما صيادان. لنفترض أن المدة اللازمة لاصطياد الأرنب هي يوم واحد من الصيد، و أن المدة الازمة لاصطياد الغزال هي سبعة أيام من الصيد. إذا كان الصيادان ذكيين فإن مبادلة الأرنب بالغزال ستبدو عملية غير منطقية. لماذا مبادلة منتوج يتم الحصول عليه ببذل جهد دام سبعة أيام من العمل بمنتوج تم الحصول عليه ببذل جهد دام يوما واحدا من العمل فقط؟ لماذا القيام بالصيد لمدة سبعة أيام للحصول على أرنب تطلب صيده يوما واحدا من العمل فقط؟
التبادل ممكن، فما الذي سيمنع تحققه؟ يمكن لأي منتوج أن يكون موضوع تبادل غير متساو عن وعي أو عن غير وعي. لكن كل شيء يتغير إذا تعلق الأمر بتبادل منتظم للسلع، أي إذا تعلق الأمر بالرأسمالية. ففي هذه الحالة، فالمبدأ الذي يقنن التبادل هو: المدة الزمنية التي تخصص لعمل ما.
فالسلع المختلفة كل الاختلاف ماديًا تملك جميعها شيئا واحدًا مشتركًا فيما بينها وهو: أنها تحتاج للجهد البشري لإنتاجها أو لتملكها (الاستيلاء عليها). وهذا ما يوفر قاعدة التبادل. انطلاقًا من هذا الأمر، فإن سبعة أرانب تساوي غزال واحدًا. فكل طرف في عملية التبادل يجسد تجسيدًا ماديًا كميةً متساوية من العمل.»
(ديفيد سميث وفيل إيفان، شرح أفكار كتاب رأس المال، ترجمة: محمد الهلالي، ط: ٢٠٢٣، ص: ٢٨)

العمل كقوة مزدوجة:

يُوضح ماركس أن العمل، شأنه شأن السلعة، يتمتع بطبيعة مزدوجة. فمن ناحية، يُمثل العمل المفيد الذي يُساهم في خلق قيمة استعمالية للسلعة، بعبارة أخرى، هو العمل الذي يُنتج سلعة تُلبي حاجة معينة أو تُقدم خدمة مُفيدة. (مثل الخياطة لصنع المعطف أو النسيج لصنع الكتان)، حيث ينتج العمل السلع والخدمات التي تلبي الاحتياجات المحددة.

  • «يُمثل العمل المفيد»: يُشير هذا التعبير إلى أن العمل المفيد هو مفهوم يُمثل شيئًا آخر، وهو أي نشاط بشري يُساهم في خلق قيمة استعمالية للسلعة.
  • «الذي يُساهم في خلق قيمة استعمالية للسلعة»: يُوضح هذا التعبير أن العمل المفيد هو العمل الذي يُنتج سلعة تُلبي حاجة معينة أو تُقدم خدمة مُفيدة.
  • «مثل الخياطة لصنع المعطف أو النسيج لصنع الكتان»: يُقدم هذا المثال شرحًا مُبسطًا لمفهوم العمل المفيد، حيث يُشير إلى أن العمل المفيد هو العمل الذي يُنتج سلعًا تُلبي حاجات الإنسان الأساسية، مثل حاجته للدفء أو للكتان.
الحركة المتناقضة من الطابع المزدوج للعمل

خصائص العمل المفيد:

  • الهدف: له هدف محدد، وهو خلق سلعة تُلبي حاجة معينة.
  • النتيجة: ينتج سلعة ذات قيمة استعمالية، أي سلعة تُقدم فائدة أو خدمة مُحددة.
  • النوع: قد يكون العمل المفيد عملًا ماديًا أو عملًا غير مادي.

أهمية العمل المفيد:

  • إشباع الحاجات: يُساعد العمل المفيد على إشباع حاجات الإنسان الأساسية والثانوية.
  • تحسين مستوى المعيشة: يُساعد العمل المفيد على تحسين مستوى معيشة الإنسان من خلال توفير السلع والخدمات المُفيدة.
  • تطوير المجتمع: يُساهم العمل المفيد في تطوير المجتمع من خلال توفير السلع والخدمات اللازمة لنموه وتقدمه.

ومن ناحية أخرى، يُمثل العمل المجرد الذي يُشير إلى الجهد البشري العام المُبذول في إنتاج أي سلعة (ولا يرتبط مباشرة بالفائدة للسلعة المنتجة، ولكن يعتمد بدلاً من ذلك على كمية العمل اللازم اجتماعيًا لإنتاجها (مثل الوقت والجهد المبذول في صنع أي سلعة))، بغض النظر عن مهارات أو خصائص محددة (مثل نوع العمل أو مهارات العامل أو الأدوات المُستخدمة).

  • «يُمثل العمل المجرد»: يُشير هذا التعبير إلى أن العمل المجرد هو مفهوم يُمثل شيئًا آخر، وهو الجهد البشري العام المُبذول في إنتاج أي سلعة.
  • «الذي يُشير إلى الجهد البشري العام»: يُوضح هذا التعبير أن العمل المجرد هو الجهد البشري بشكل عام، دون أي خصائص مُحددة.
  • «المُبذول في إنتاج أي سلعة»: يُوضح هذا التعبير أن العمل المجرد يُمكن تطبيقه على أي سلعة بغض النظر عن نوعها أو خصائصها.
  • «بغض النظر عن مهارات أو خصائص محددة»: يُؤكد هذا التعبير على أن العمل المجرد لا يُعير اهتمامًا للمهارات أو الخصائص المُحددة للعمل المُستخدم.
  • «مثل الوقت والجهد المبذول في صنع أي سلعة»: يُقدم هذا المثال شرحًا مُبسطًا لمفهوم العمل المجرد، حيث يُشير إلى أن العمل المجرد يُمكن قياسه بوحدة زمنية، مثل ساعة العمل.

خصائص العمل المجرد:

  • العمل البشري: هو أساس العمل المجرد، أي أنّه لا يمكن قياس العمل المجرد دون وجود جهد بشري مُبذول.
  • التجريد: يتم تجريد العمل المجرد من أي خصائص مُحددة للعمل، مثل نوع العمل أو مهارات العامل أو الأدوات المُستخدمة.
  • العمومية: يُمكن تطبيق مفهوم العمل المجرد على أي سلعة بغض النظر عن نوعها أو خصائصها.
  • القياس: يُمكن قياس العمل المجرد بوحدة زمنية، مثل ساعة العمل.

أهمية العمل المجرد:

  • يُساعد على فهم طبيعة القيمة: يُمكن قياس قيمة السلعة بناءً على كمية العمل المجرد المُبذول في إنتاجها.
  • يُساعد على فهم العلاقات الاجتماعية: يُمكن تحليل العلاقات الاجتماعية بين الطبقات الاجتماعية على أساس كمية العمل المجرد المُبذول من قبل كل طبقة.
  • يُساعد على فهم نظرية ماركس: يُعد العمل المجرد مفهومًا أساسيًا في نظرية كارل ماركس حول الاقتصاد والقيمة.

يُمكن ربط مفهومي العمل المفيد والعمل المجرد معًا لفهم طبيعة القيمة بشكل أفضل. فالعمل المجرد هو الجهد البشري العام المُبذول في إنتاج أي سلعة، بينما العمل المفيد هو العمل الذي يُنتج سلعة ذات قيمة استعمالية.

العلاقة بين العمل المجرد والعمل المفيد:

  • العمل المجرد هو أساس العمل المفيد: لا يمكن أن يكون هناك عمل مفيد بدون جهد بشري عام.
  • العمل المفيد هو شكل محدد من العمل المجرد: ليس كل عمل مجرّد هو عمل مفيد.

مثال:

  • العمل المجرد: العمل الذي يُبذل في حفر حفرة.
  • العمل المفيد: العمل الذي يُبذل في حفر حفرة لزراعة شجرة.

في هذا المثال، يُعد العمل المُبذل في حفر حفرة عملًا مجرّدًا، لكنه لا يُصبح عملًا مفيدًا إلا عندما يُستخدم لزراعة شجرة.

ويُساعد فهم مفهومي العمل المفيد والعمل المجرد على فهم طبيعة القيمة بشكل أفضل.

العلاقة بين العمل المجرد والقيمة التبادلية:

يؤكد ماركس على أن القيمة التبادلية للسلعة لا تعتمد على نوع العمل المُستخدم لإنتاجها، بل على كمية العمل المجرد المُبذول فيها. فمثلاً، على الرغم من أن الخياطة والنسيج مهارات مختلفة، إلا أن قيمة المعطف والكتان تُقاس بناءً على كمية الوقت والجهد المبذول في إنتاجهما.

تأثير التغير في الإنتاجية على القيمة:

يشرح ماركس كيف يمكن أن يؤدي التغير في الإنتاجية (أي سرعة وكفاءة الإنتاج) إلى تغيير في القيمة. فمثلاً، إذا تمكنّا من صنع معطف في نصف الوقت، فسوف تنخفض قيمته، على الرغم من بقاء قيمته الاستعمالية (شعور الدفء) كما هي.

كما يُقدم ماركس تحليلاً عميقًا لفهم طبيعة العمل ودوره في تحديد قيمة السلع. ويُسلّط الضوء على العلاقة بين العمل المجرد والقيمة التبادلية، وكيف يمكن أن تؤثر التغيرات في الإنتاجية على قيمة السلع.

نقاط هامة:

  • يُقدم القسم مساهمة مهمة في فهم نظرية القيمة عند كارل ماركس.
  • يُسلط الضوء على العلاقة بين العمل والسلعة والقيمة.
  • يُناقش تأثير التغير في الإنتاجية على قيمة السلع.

احرص على أن يصلك جديد عن طريق الاشتراك في قناتنا

على التلغرام

أحدث المقالات

  • وهم الثراء 

    وهم الثراء 

  • لماذا يجب أن نثقف أنفسنا؟

    لماذا يجب أن نثقف أنفسنا؟

  • إدانة العربي في الأدب الصهيوني.. كيف افترى سميلانسكي على العرب؟

    إدانة العربي في الأدب الصهيوني.. كيف افترى سميلانسكي على العرب؟

  • ملخص كتاب رأس المال (2)

    ملخص كتاب رأس المال (2)

  • ملخص كتاب رأس المال (1)

    ملخص كتاب رأس المال (1)