أبعاد ودوافع التقارب العربي مع النظام السوري (2018-م2021م )

أستهدف هذا البحث الوقوف على الأبعاد والدوافع المختلفة للتقارب العربي مع النظام السوري في الفترة من 2018م وحتى 2021م وتم توظيف  المنهج الوصفي التحليلي لتناول موضوعاته ومن خلال جمع المعلومات والبيانات والآراء المختلفة في الموضوع.

بشار الأسد يمر على البساط الأحمر
جدول المحتويات

    ملخص

     استهدف هذا البحث الوقوف على الأبعاد والدوافع المختلفة للتقارب العربي مع النظام السوري في الفترة من 2018م وحتى 2021م، وتم توظيف المنهج الوصفي التحليلي لتناول موضوعاته ومن خلال جمع المعلومات والبيانات والآراء المختلفة في الموضوع محل الدراسة ومن ثم مقارنتها وتحليلها وصولا إلى تحديد الدوافع والأبعاد المختلفة للتقارب العربي مع النظام السوري على أساس علمي ومنطقي وتوضيح الدلالات المختلفة لهذا التقارب.

     وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها، أن التقارب العربي مع النظام السوري اتخذ من الأبعاد الرئيسية الثلاثة (سياسية، اقتصادية، عسكرية)  أبعادًا له، بالإضافة إلى البعد الخارجي المتمثل بالمواقف على المستوى الدولي والإقليمي من هذا التقارب، ولهذا التقارب دوافعه المختلفة والتي يمكن إيجازها في تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية للدول الداخلة في التقارب، ورغبة الأنظمة في التعامل مع جهة لديها قدر من التنظيم داخل سوريا، بالإضافة  إلى الامتداد الزمني لعمر الأزمة السورية دون تحقيق تنظيم يخص الأطراف المعارضة، كما خلصت الدراسة إلى أن لهذا التقارب دلالات عدة أهمها، أن حالة الانقسام على المستوى الدولي والعربي حيال الأزمة السورية ومن ثم النظام السوري أسهمت في كسر العزلة على النظام وقادت بشكل أو بآخر لإعادة الانفتاح عليه، وفيما يخص مستقبل العلاقات العربية السورية  فقد خلصت الدراسة إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل هذه العلاقات وهي، بقاء حالة الانقسام تجاه النظام، التطبيع الكامل مع النظام، عزل النظام من جديد وبالتالي تراجع العلاقات، وتتوقف تلك السيناريوهات على العديد من المعطيات أهمها الموقف الأمريكي، ونتيجة مفاوضات فيينا وقدرة النظام السوري على تحسين صورته وبناء علاقات ودية مع الأنظمة المؤثرة عالميا وغير ذلك، والجدير بالذكر أن الدراسة وفي المبحث الأول منها قدمت تفصيلا لمسار العلاقات العربية السورية منذ مارس 2011م وإلى أواخر العام 2021م وهو الزمن الذي نحن بصدد دراسته.

    الإطار العام للدراسة

    المقدمة

    تبنى العلاقات بين الدول وفقا لمحددات عدة،  يأتي في مقدمتها المصالح الوطنية للدول ذات العلاقة، وبالحديث عن العلاقات العربية السورية في فترة ما قبل الحراك الشعبي الذي شهدته سوريا في مارس 2011م، يمكننا القول إنها قد رسمت  على أساس من العقلانية ومنطق المصلحة في بعض فتراتها، وساهمت  المستجدات الدولية  والتحالفات وسياسة  المحاور في رسم سياساتها في الفترات الأخرى مما جعل علاقاتها متذبذبة ذات مسارات متباينة، وأصبح مسار العلاقات العربية السورية أكثر تباينا وتأثرا بالمتغيرات منذ بدأت الأزمة السورية مطلع العام 2011م، إذ مرت تلك العلاقات بحالة من التأزم وصلت  حد القطيعة الكاملة بين بعض الأقطار العربية والنظام السوري في إحدى مراحلها، ثم انتقلت لمراحل أقل حدة في فترات لاحقة حتى ظهرت بوادر التقارب بين بعض الأقطار والنظام مطلع  العام 2018م، وأخذ ذلك التقارب  صورًا عدة عكست في مجملها حالة من الارتباك السياسي وكسرت الإجماع أو شبه الإجماع في الموقف العربي حيال الأزمة السورية وخلقت تساؤلات عدة لدى الشارع العربي والشارع السوري بصورة خاصة، ومهدت لعصر مختلف من العلاقات تحكمها المتغيرات الإقليمية والدولية وترسمها مستجدات الوضع في الداخل السوري، ولهذا التقارب أبعاده الخفية وأهدافه المتنوعة ومن الأهمية بمكان الوقوف عليها وتناولها بصورة علمية  تمكّن من الفهم الصحيح لها وهو ما ستعمل عليه الدراسة الحالية .

    أولا: مشكلة الدراسة

     تعد أبعاد ودوافع التقارب العربي مع النظام السوري محل جدل لدى الباحثين؛ إذ كثر الخلاف وتعددت الرؤى حولها ولذا يمكن بلورة مشكلة الدراسة بالتساؤل التالي:

    ما أبعاد ودوافع التقارب العربي مع النظام السوري؟

    ومن السؤال السابق يمكن اشتقاق مجموعة من الأسئلة الفرعية تمثل في مجملها تساؤلات الدراسة وذلك على النحو التالي:

    1. ما أبعاد التقارب العربي مع النظام السوري؟
    2. ما دلالات التقارب العربي مع النظام السوري؟
    3. ما دوافع التقارب العربي مع النظام السوري؟
    4. ما مستقبل العلاقات العربية مع النظام السوري؟

    ثانيا: أهداف الدراسة

    تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

    1. تحديد أبعاد ودلالات التقارب العربي مع النظام السوري.
    2. توضيح دوافع التقارب العربي مع النظام السوري.
    3. استشراف مستقبل العلاقات العربية مع النظام السوري.

    ثالثا: أهمية الدراسة

    تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تسعى لتوضيح أبعاد ودوافع التقارب العربي مع النظام السوري من خلال أخذها بالآراء المختلفة للباحثين والسياسيين في الموضوع محل الدراسة، ومن ثم ربطها بواقع الأحداث والتطورات التي مر ويمر بها هذا التقارب وصولا إلى تحديد أبعاده ودوافعه الحقيقية وفق أسس علمية ومنهجية وبعيدا عما يتناوله كل من الإعلام والشارع وذلك من خلال توظيف أساليب البحث العلمي وأدواته.

    رابعا: فرضيات الدراسة

    تسعى الدراسة إلى اختبار صحة الفروض التالية: –

    1. ثمة علاقة طردية بين الامتداد الزمني للأزمة السورية وبين التقارب العربي مع النظام السوري.
    2. هناك علاقة بين سعي الدول العربية لتحقيق مصالحها وبين سعيها للتقارب مع النظام السوري.

    خامسا: حدود الدراسة

    1. الحدود المكانية: الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية.
    2. الحدود الزمانية: تتخذ الدراسة من العام 2018م حدا ابتدائيا لها باعتبار أول صور التقارب العلنية مع النظام السوري بدأت في هذا العام وتتخذ من العام 2021 م حدا نهائيا لها باعتباره عام إعداد الدراسة.
    3. الحدود الموضوعية: سوف تركز الدراسة على أبعاد ودوافع التقارب العربي مع النظام السوري.

    سادسا: منهجية الدراسة

    تعتمد الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي في تناول موضوعات الدراسة والإجابة عن تساؤلاتها والتحقق من صحة فرضياتها باعتباره المنهج العلمي المناسب لتناول موضوع الدراسة وذلك لمرونته وقدرته على تحليل الظواهر بدقة وشمول.

    سابعا: أدوات جمع المعلومات

    ستعتمد الدراسة في جمع المعلومات والبيانات اللازمة لإتمامها على المصادر الثانوية المتمثلة بالمراجع المتوفرة من كتب وأبحاث سابقة وقرارات رسمية وإحصائيات منشورة ومواقع الكترونية، وستعتمد بصورة أقل على أداة الملاحظة وذلك بما يتناسب مع موضوع الدراسة ومنهاجيتها.

    ثامنا: الدراسات السابقة

    أولا: دور جامعة الدول العربية في إدارة الأزمة السورية في ضوء ثورات الربيع العربي [1]  

    تناولت الدراسة فعالية دور جامعة الدول العربية في إدارة الأزمة السورية واعتمدت على المنهج الاستقرائي وأداة الملاحظة في تناولها لموضوع الدراسة، وتعد هذه الدراسة مهمة للدراسة الحالية في كونها تناولت جانبا من مواقف الدول العربية تجاه النظام السوري في سياق القرارات التي اتخذتها الجامعة وهو جانب مهم من جوانب الدراسة الحالية، وكذا في تزويد الباحثة بعدد من المراجع التي أسهمت في جمع معلومات أكبر عن موضوع الدراسة.

    ثانيا: قراءة في مواقف الدول العربية المجاورة [2]

    تناولت الدراسة في مجملها مواقف الدول المجاورة لسوريا وهي (العراق، لبنان، الأردن، تركيا) من الأزمة السورية والتي تعني في الوقت ذاته مواقف تلك الدول من النظام السوري، وقد تناولت الدراسة تلك المواقف على المستويين الشعبي والرسمي، وتبرز أهمية هذه الدراسة للدراسة الحالية في كونها تناولت مواقف ثلاث دول عربية من الأزمة وبالتالي تجاه النظام السوري وقدمت قدرًا من المعلومات أسهمت في إتمام هذه الدراسة.

    ثالثا: تطورات الموقف العربي من النظام السوري [3]

    تناولت الدراسة مواقف الدول العربية من النظام السوري منذ مارس 2011م وهو تاريخ اندلاع الثورة السورية وإلى العام 2019م، وهو العام التالي لأول تقارب علني بين أنظمة عربية والنظام السوري، وتتمثل أهمية هذه الورقة للدراسة الحالية في كونها قدمت سردا مفصلا لمواقف الدول العربية من النظام السوري، وهو جانب من جوانب الدراسة الحالية، والفرق بين الدراستين يتمثل في كون الدراسة الحالية تناولت المواقف العربية منذ العام 2018م – 2021م، كما أنها تقدم دراسة شاملة للموضوع محل الدراسة خلافا للورقة البحثية المذكورة.

    تاسعا: المفاهيم والمصطلحات

    أولا: الأبعاد

    معنى الأبعاد لغة: ” جمع بعد وهو من ألفاظ الأضداد؛ لأنه محمل بمعان تبلغ حدا كبيرا من التضاد، فبعض معانيه من قبيل المعاني المبغوضة خلقيا كالهلاك والصغار واللعنة، وبعضها الآخر من المعاني المستعذبة أو المقبولة خلقيا التفاني في الشيء والإمعان فيه ونفاذ الرأي والأمر الذي لا يقع مثله لعظمته “[4]

    معنى أبعاد اصطلاحا: يختلف معنى كلمة بعد في الاصطلاح بحسب العلم أو الموضع الذي ترد فيه، مثلا أبعاد في الفيزياء بمعنى مسافات وفي الهندسة بمعنى الأبعاد الثلاثة الطول، العرض، الارتفاع، ويأتي في مواضع أخرى بمعنى خلفية الشيء أو عمقه أو الطابع الذي يتضمنه ويغلب عليه “[5]  

    وفي الدراسة التي نحن بصددها فإن المقصود بالأبعاد هو الجوانب البعيدة لموضوع التقارب العربي مع النظام السوري والتي تحتاج إلى نظرة عميقة لمعرفتها والوقوف على خلفياتها وتحديد طابعها.

    ثانيا: الدوافع

    معنى الدوافع لغةً: «دوافع جمع دافع وتعني حافز أو سبب، ويقال عمل الشيء بدافع كذا أي بسببه» [6]

    معنى الدافع اصطلاحا: «ما يحمل على الفعل من غرائز وميول فهو وجداني ولا شعوري في حين أن الباعث عقلي وشعوري» [7]

    ويمكن تعريف الدافع في سياق الدراسة الحالية بالأسباب والمبررات التي قادت للتقارب العربي مع النظام السوري بعد عقد من العزلة والأهداف التي تسعى الدول العربية إلى تحقيقها من وراء هذا التقارب.

    ثالثا: التقارب

    معنى التقارب لغةً: «تقارب الشيئان دنا أحدهما من الآخر وتقاربت الأفكار اجتمعت في نقطة واحدة وضد التقارب التباعد» [8]

    معنى التقارب اصطلاحا: «التقارب هو سمة لعنصرين أو أكثر يجتمعان في مكان أو حالة معينة، وفي السياسة يطلق مصطلح التقارب عندما تلتقي عدة أحزاب أو مجموعات في تحالف أو على منصة» [9]

    ويقصد بالتقارب العربي في سياق الدراسة الحالية عودة العلاقات بين الدول العربية(الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية) وبين النظام السوري الذي فرضت عليه عزله لعدة سنوات بسبب تعامله القمعي مع الاحتجاجات الشعبية بسوريا ضمن ما عرف بثورات الربيع العربي وذلك في مارس 2011م.

    رابعا: النظام السوري

    يشير مصطلح النظام السوري في سياق هذه الدراسة إلى النظام السياسي السوري برئاسة بشار الأسد الذي تولى السلطة في سوريا عام 2000م، والذي أقام علاقاته مع مختلف الدول بما فيها العربية على أساس من الاحترام والندية قبل العام 2011م، وفرضت عليه عزلة بموجب العقوبات العربية والدولية منذ العام 2011، بسبب تعامله القمعي مع الحراك الشعبي الذي شهدته سوريا مطلع العام 2011م.

    عاشرا: تقسيمات الدراسة

    يمكن تناول موضوعات الدراسة في ثلاثة مباحث وخاتمة تقسم على النحو التالي :

    • المبحث الأول: مراحل تطور العلاقات العربية السورية (2011م-2021م).
    • المبحث الثاني: أبعاد ودوافع  التقارب العربي مع النظام السوري.
    • المبحث الثالث: مستقبل العلاقات العربية مع النظام السوري (السيناريوهات).

    المبحث الأول: مراحل تطور العلاقات العربية السورية (2011م-2021م )

    شهدت الجمهورية العربية السورية حراكا شعبيا في مارس 2011م طالب خلاله المحتجون بإصلاحات سياسية واقتصادية، وذلك في إطار ما عرف بثورات الربيع العربي، وكان لهذا الحراك معطياته وأسبابه التي لا يتسع مجال بحثنا هذا لذكرها، وخلال عشرة أعوام من الأزمة تباينت مواقف الدول العربية منها وكان  التحرك إزاءها  على مستويين الأول: المستوى القطري ( الفردي للدول) وهو ما سنركز عليه في هذه الدراسة، والثاني: المستوى الجمعي ممثل بمواقف جامعة الدول العربية، وعليه يمكن دراسة تطور الموقف العربي تجاه النظام السوري على ثلاث مراحل  الأولى: من 2011م – 2015م، والثانية من 2015-2018، والثالثة: من 2018-2021م، وذلك  بناء على حالة التعاطي العربي مع الأزمة السورية ومنه مع نظام الأسد السوري .

    أولا: مرحلة التوتر والعزلة (2011م _ 2015م)

    في البدايات الأولى لنشأة الأزمة تراوحت مواقف الدول العربية ما بين الصمت والنصح ثم وصلت إلى التحذير، لكن بشكل عام كان لدى الدول العربية تصورا مفاده أن النظام السوري قادر على احتواء الأزمة، وبالتالي، لم تشرع الأنظمة باتخاذ مواقف فعلية إزاءها واكتفت بتصريحات ودية إلى حد كبير فأعلن البعض دعم بلاده لاستقلال وسيادة سوريا، ونصح بتحقيق الإصلاحات التي من شأنها حل الأزمة، والبعض لم يبدِ موقفا صريحا عدا أنهم أشاروا إلى قدرة سوريا والنظام السوري على تجاوز الأزمة وأبدوا ثقتهم في ذلك، وبعض الأنظمة بقيت ومنذ اللحظة الأولى تنظر لما يحدث في سوريا باعتباره مؤامرة خارجية وأعلنت وقوفها إلى جانب  النظام السوري في إفشالها مثل العراق، والبعض الأخير لم يبدِ موقفا على الصعيد القطري وانتظر أن يتخذ النظام الإقليمي العربي ممثلا بجامعة الدول العربية موقفا جامعا أو تنتهي الأزمة في بداياتها الأولى، واستمرت حالة التذبذب في الموقف العربي حيال الأزمة حتى صدور المبادرة العربية الأولى من قبل جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية في 28 / أغسطس / 2011 م والتي نصت على” الوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج عن المعتقلين في السجون، وفتح حوار بين كافة الأطراف وإجراء إصلاحات سياسية تتضمن إجراء تعديلات دستورية ” [10]، وذلك بعد أن اتخذ النظام من القوة وسيلة لإيقاف الحراك الشعبي واتخذت الأزمة من العنف بمختلف أشكاله مسارا لها وهو ما جعل الأنظمة العربية تتخذ مواقف فعلية تجاه الأزمة توزعت ما بين التصعيد ضد النظام وتأييده وبين الحياد الذي كان موقفا  لبعض الدول منها لبنان والأردن وعمان، وفي إطار التصعيد ضد النظام السوري توالت التصريحات المدينة للنظام  من قبل بعض الأنظمة العربية في مقدمتها السعودية، قطر، البحرين، الكويت، مصر، والإمارات وبلغ التصعيد حد المطالبة بتدويل الأزمة، وشهد الموقف العربي المناهض لنظام الأسد مقترحات عدة منها تسليح المعارضة،  والمشاركة بقوات عربية لإيقاف العنف في سوريا وهي مقترحات تبنتها قطر على فترات مختلفة من عمر الأزمة و” اتخذت الدول العربية المناهضة لنظام الأسد مجموعة من الإجراءات ضد النظام السوري في العامين 2011 و2012م، تجلت بمقاطعة النظام، وسحب السفراء العرب من العاصمة دمشق[11]” ودعم الفصائل المعارضة بالأموال والسلاح والاعتراف بالائتلاف السوري المعارض كجهة ممثلة لسوريا وغيرها، بينما ظلت دول عربية أخرى تنظر لما يحدث في سوريا باعتباره شأنا داخليا أو مؤامرة خارجية تستهدف سوريا  وهو ما دفعها لاتخاذ إجراءات مختلفة عن تلك التي اتخذتها الدول المناهضة فأبقت على موقفها المؤيد للنظام و” منها موريتانيا، الجزائر، تونس، العراق، السودان[12]”  ولم تُبدِ بقية الدول العربية موقفا فرديا  صريحا من الأحداث في سوريا واكتفت بالإجراءات في إطار المنظومة العربية  ممثلة بجامعة الدول العربية والتي  فرضت بدورها  على النظام السوري عددا من العقوبات وذلك لعدم التزامه بالمبادرات العربية الرامية إلى حل الأزمة وكان على رأسها تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية بالإضافة إلى  ” منع سفر كبار الشخصيات في النظام السوري، ووقف التعامل مع البنك المركزي السوري، ووقف التعاملات التجارية مع الحكومة السورية ، ووقف رحلات الطيران من وإلى سوريا، وتجميد أرصدة الحكومة السورية”[13]، وكان على الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية الالتزام بهذا القرار وهو ما جعل النظام في حالة من العزلة وخلق نوعا من الإجماع العربي تجاه الأزمة السورية والنظام السوري استمر حتى العام 2015م مع اختلاف في حدة الموقف من دولة إلى أخرى.

    ثانيا : مرحلة التدخل الروسي وتماهي العلاقات   (2018م-2015م)

    تبدل المشهد في الداخل السوري جذريا وتعدلت موازين القوة لصالح النظام على حساب المعارضة وذلك مطلع العام 2015م، كنتيجة للتدخل العسكري الروسي في سوريا إلى جانب النظام والذي جاء بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد في إطار مساعيه للحد من الدور الإيراني ودور حزب الله في سوريا، حيث إن  “تدخل حزب الله في سورية عام 2012م لم يكن عن طيب خاطر من الأسد، والحقيقة أن إيران وحزب الله كانا قد أرسيا قواعد نفوذ في سورية باستقلالية عن مؤسسات الدولة خاصة في أوساط الأقلية الشيعية وفي قطاعات محدودة من الطائفتين السنية والعلوية “[14] واتخذ الصراع بعدا دوليا أكبر  بتشكيل  التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في سوريا وذلك في سبتمبر 2014م  على إثر انتشار الجماعات المسلحة كداعش وتنظيم القاعدة، وأضاف التدخل العسكري التركي الذي جاء ” بهدف تطويق وحدات حماية الشعب الكردية والتي تنظر تركيا  إليها بوصفها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني حيث شنّت تركيا ثلاث عمليات عسكرية بين 2016 و2019 في ريف حلب الشمالي وعفرين وريف الرقة الشمالي وغرب الحسكة”[15] على الحدود السورية التركية،أضاف بعدا إقليميا واضحا إلى جانب إيران ما جعل من سورية منطقة لتقاسم النفوذ الدولي والإقليمي و أثر سلبا على تكتل المعارضة التي أصبحت في حالة من التشتت والانقسام؛ حيث افتقرت إلى التنظيم على الرغم من تلقيها لدعم كبير من قبل عدة دول يأتي في  مقدمتها دول الخليج العربي، إلا أنه لم يكن دعما منظما ما جعله غير مثمر بالنتيجة؛ حيث إن فصائل المعارضة كانت  قبل العام 2015م قد ” تمكنت من بسط نفوذها على مناطق واسعة من البلاد قبل أن تبدأ بالانحسار بعد الخلافات التي ظهرت سريعا بين تلك الفصائل [16]” وبذلك أصبحت العلاقات العربية  مع النظام السوري  تأخذ في الاعتبار حلفاءه؛ وهو ما قاد لمواقف أقل حدة من قبل الدول المناهضة للنظام كما أن الأزمة الخليجية وتغير رأس النظام في مصر ساهم في تراجع مجمل المواقف العربية المتشددة حيال النظام السوري وأصبح حلفاء النظام من الأنظمة العربية كالنظام السياسي في العراق والجزائر والسودان أكثر جرأة في التعبير عن مواقفهم من الأزمة السورية، ومهدت تلك المعطيات مجتمعة لخطوات من التقارب مع النظام السوري يمكن تناولها في الجزء التالي من البحث .

    ثالثا : مرحلة انفراج العلاقات  ( 2018م-2021م )

    شهدت الأعوام من 2018م – 2021م صورا عدة للتقارب العربي مع النظام السوري، وذلك على الرغم من أنه “على امتداد سنوات الحرب السورية أشارت تقارير إلى تعاون بعض الحكومات العربية سرا مع الأسد أو امتلاكها وجهات نظر مختلطة إزاء النظام في دمشق [17]” ونحن هنا بصدد دراسة التقارب العلني بين الأنظمة العربية والنظام السوري والذي بدأ أواخر العام 2018م حيث “زار الرئيس السوداني عمر البشير سوريا في ديسمبر من العام 2018م في أول زيارة من نوعها لمسؤول عربي رفيع المستوى منذ بداية الأزمة السورية وفي ديسمبر من العام نفسه ” أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق بتمثيل قائم بالأعمال، وأعلنت البحرين تواصل عمل سفارتها لدى سوريا واستمرار الرحلات الجوية بين البلدين [18]

    وتبعتها  في العام 2020م كلٌ من موريتانيا وعمان حيث ” أعلنت موريتانيا في مارس 2020م تعيين سفير لها لدى النظام السوري، وفي 4 أكتوبر من العام نفسه أعادت عمان سفيرها إلى دمشق [19]” ومن بين الخطوات في إطار التقارب العربي مع النظام السوري “زار وفد لبناني رفيع المستوى دمشق في 4 سبتمبر 2021م[20] ” في أول زيارة من نوعها منذ 2011م وفي 8 سبتمبر 2021″  عقد اتفاق ما بين وزراء الطاقة في كل من الأردن وسوريا ومصر ولبنان وذلك في عمان لنقل الغاز المصري عبر سوريا برا إلى لبنان[21]” “كما أجرى وزراء خارجية كل من مصر والأردن وتونس والجزائر والعراق وعُمان، لقاءات مع فيصل المقداد وزير خارجية النظام السوري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وذلك في سبتمبر 2021م[22]”  وفي 2/ اكتوبر / 2021م اتصل الرئيس السوري بشار الأسد بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وبحثا معا  مجالات التعاون بين البلدين وسبق ذلك فتح معبر جابر الحدودي بين البلدين واستئناف الرحلات الجوية والبرية بينهما [23]“، ومؤخرا ” زار وفد رسمي إمارتي برئاسة وزير الخارجية عبدالله بن زايد  سوريا في نوفمبر 2021م، وقبلها أي في أغسطس من العام نفسه أجري اتصال هاتفي بين الأسد وولي عهد أبو ظبي[24]” والجدير بالذكر أن هذه الخطوات أتت عقب تبني الولايات المتحدة الأمريكية لقانون قيصر الذي يقضي بمعاقبة النظام السوري وكل من يتعامل معه ومع ذلك لم يدخل القرار حيز التنفيذ ولم يمس أيا ممن أقدموا على التعامل مع النظام السوري وهو ما يدفع لدراسة الأبعاد والدلالات المختلفة لهذا التقارب وهو ما سنعمل عليه خلال المباحث القادمة من هذه الدراسة.

    المبحث الثاني: أبعاد ودوافع  التقارب العربي مع النظام السوري

    أولا : أبعاد التقارب العربي مع النظام السوري

    لكل حدث أبعاده التي تمتد إلى أكثر مما يراه ويدركه الجميع وتتمثل هذه الأبعاد بخفايا الأحداث التي يمكن التوصل إليها  من خلال إمعان النظر والتعمق في دراسة الحدث وجوانبه، والتقارب العربي مع النظام السوري كأي حدث له أبعاده المختلفة والتي يمكن دراستها على مستويين الأول: خارجي ويقصد به البعد الدولي لهذا التقارب متمثلا بما يمثله هذا التقارب لدول كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وتركيا وإيران والدول الأوربية وغيرها،  وما مدى توافق هذه الدول أو تعارضها مع الخطوات التي  تتخذها الأنظمة العربية والتي سبق ذكرها في جزء سابق من هذه الدراسة مع النظام السوري، والثاني: البعد الداخلي ويقصد به أبعاد هذا التقارب للداخل العربي أو للدول التي شرّعت بالتقارب مع النظام السوري وكذا للنظام السوري نفسه.

    الأبعاد الداخلية

    تتجلى أبعاد التقارب العربي مع النظام السوري في ثلاثة أبعاد أساسية يمكن تناولها على النحو التالي:

    أ- البعد الاقتصادي

    يتجلى البعد الاقتصادي للتقارب العربي مع النظام السوري في إعادة فتح الحدود مع النظام السوري في ظل القرارات  القاضية بمنعها ومنها الحدود البرية والجوية مع دول الجوار كالأردن واستئناف الرحلات  الجوية مع دول أخرى كالبحرين والإمارات،  وكذا في الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الذين يعتبر دورهم وأعمالهم ذا طبيعة اقتصادية كذلك الذي قام به وزراء الطاقة والنقل والاقتصاد والسياحة بين سوريا ودول عربية أخرى من بينها لبنان ومصر والأردن والسعودية وأيضا تجديد اتفاقيات اقتصادية بين سوريا ودول كالأردن ومصر والإمارات، حيث تم على سبيل المثال لا الحصر ” بحث الإجراءات التنفيذية اللازم استكمالها لإعادة عمل المنطقة الحرة الأردنية السورية، وفي مجال المياه تم التوافق على إعادة تفعيل لجنة المياه المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1987م”[25]

    كما يتمثل أيضا بقرارات تشكيل مجالس ولجان أعمال مشتركة بغرض اقتصادي  كتلك التي تمت بين الإمارات وسوريا، حيث”إن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية أصدرت في 20 / اكتوبر / 2021م  قرارا يقضي بتشكيل مجلس الأعمال السوري الإماراتي بهدف تفعيل دور القطاع الخاص في تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين بكل مجالاته “[26]

    هذه الخطوات ذات الطابع الاقتصادي وغيرها  تعكس البعد الاقتصادي للتقارب العربي مع النظام السوري بعد سنوات من العزلة، وعلى الرغم من أن هناك عددا من الباحثين يرى أن التقارب الحاصل  يحمل طابعا اقتصاديا بحتا، إلا أن الواقع يقول غير ذلك فالتقارب الاقتصادي ليس إلا وسيلة للانفتاح والتقارب السياسي مع نظام الأسد، إذ غالبا ما جر أحد نوعي هذا التقارب للآخر، وطالما كانا وجهين لعملة واحدة  فلا يمكننا الحديث عن تقارب اقتصادي بمنأى عن التقارب السياسي، وما يمكن أن يقال هو أن الأنظمة العربية تبدو أكثر جرأة وصراحة بالحديث عن تقارب  اقتصادي مع النظام السوري، إذ إنه يبقى من السهل تقديم مبررات بشأنه ويسهل طرحه والتسويق لأهميته، وذلك بعكس التقارب السياسي .

    ب-  البعد السياسي

    يتجلى البعد السياسي للتقارب العربي مع النظام السوري في زيارات متبادلة بين مسؤولين تعتبر مهامهم ذات طبيعة سياسية كتلك التي قام بها الرئيس السوداني أواخر العام 2018م لسوريا ، وزيارة وزير خارجية الإمارات في نوفمبر 2021م، واللقاءات التي عقدها وزير الخارجية مع نظرائه من دول عربية عدة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام 2021م، والاتصالات الهاتفية التي جرت بين كل من الرئيس السوري بشار الأسد وبين الملك الأردني وبينه وبين ولي عهد أبو ظبي وغيرهم من النظراء السياسيين وفي المشاركات التي قام بها برلمانيون سوريون ”  كمشاركة رئيس برلمان النظام السوري في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بعمان في فبراير 2019 م [27]“، وفي التصريحات التي أدلى بها مسؤولون سياسيون من بلدان عربية تؤيد أو تحث على عودة العلاقات مع النظام السوري وتدعو­ لعودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية كتلك التي أدلى بها وزراء خارجية كل من  الجزائر ومصر، وفي إعادة افتتاح سفارات بعض البلدان أو رفع تمثيلها لدى النظام السوري وغير ذلك، وبالنظر إلى الخطوات السالفة الذكر والتي تحمل طابعا سياسيا بالدرجة الأولى لم يعد من الممكن القول بأن الانفتاح مع النظام السوري ذو بعد اقتصادي وهو ما تروج له أنظمة عدة، بل إن من المنطقي القول إن مختلف أبعاد هذا التقارب تنطوي في إطار التقارب السياسي وتسير بالتزامن معه إن لم تكن نتيجة طبيعية لحدوثه .

    ج- البعد الأمني والعسكري

    لم يتوقف التقارب العربي مع النظام السوري على البعدين الاقتصادي والسياسي، وإنما امتد إلى البعد الأمني والعسكري وهو ما يعني أن هذا التقارب يتخذ من الأبعاد الرئيسية طابعا له ما يجعله تقاربا كاملا إلى حد بعيد، ويتجلى البعد العسكري والأمني لهذا التقارب في الاجتماعات التي عقدها مسؤولون من النظام السوري ودول عربية أخرى ممن تحمل مهام عملهم طابعا عسكريا، ويأتي في طليعة تلك الأحداث الاجتماع الذي عقده  “كل من وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني يوسف الحنيطي والذي  أشارا خلاله إلى عودة التعاون بين البلدين في المجال الأمني والعسكري بهدف إنهاء تهديدات الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب ومواجهة عمليات تهريب المخدرات”[28]، وكذا في الزيارات المتبادلة لمسؤولين عسكريين حيث” زار  رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء “علي مملوك”  “مصر”   بدعوة من رئيس المخابرات المصرية اللواء “عباس كامل[29]” وذلك في العام 2018م، وكانت تلك زيارته الثانية حيث زار مصر في العام 2016م، وبحث خلال زيارتيه مع رئيس المخابرات مجالات التعاون بين البلدين في المجال الأمني والعسكري، كما تم تفعيل اتفاقيات أمنية سابقة مع كل من الأردن والعراق تمحورت حول مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود وغيره، تشير تلك التقاربات وغيرها إلى أن الأنظمة العربية تسير في طريق تطبيع كامل مع النظام السوري وهذ الأمر له دلالاته التي يمكن تناولها في جزء قادم من هذه الدراسة.

    البعد الخارجي

    يتجلى البعد الخارجي للتقارب العربي مع النظام السوري في عدم اتخاذ أي مواقف منددة إزاء الدول التي أقدمت على هذا التقارب، ففي حين باركت روسيا خطوات التقارب العربي  مع النظام السوري وكان تدخلها أحد الأسباب التي أدت إلى تغير الموازين ومن ثم إلى رسم واقع جديد جعل من التقارب خيارا مهما  لبعض  الأنظمة، وخيارا وحيدا لدى أنظمة أخرى نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية من جهتها  لم تتخذ أي مواقف مناهضة لهذا التقارب، وهو ما يشير إلى أنها لم تتم إلا بضوء منها وإلا ما كان لدول كالأردن وغيرها الخروج عن الرأي الأمريكي خشية أن تنالها العقوبات المنصوص عليها في قرارات دولية وإقليمية كقانون قيصر وغيره، وهو ما يعني أن  أمريكا نفسها قد تعود للتعامل مع النظام السوري ويدعم هذا الاحتمال الكثير من المؤشرات منها الاستقبال الذي حظي به وفد (قسد) المفاوض مقابل ما حظي به وفد المعارضة في الولايات المتحدة الأمريكية والسكوت عن الخطوات التي اتخذتها الأردن ودول أخرى  للتقارب مع سوريا بل وترحيبها ببعض تلك الخطوات كفتح معبر جابر الحدودي، ومما يؤكد هذا الزعم هو أن خطوات هذا التقارب لم تبدأ إلا عقب زيارة الملك الأردني عبدالله الثاني للرئيس الأمريكي جوبايدن حيث بحث معه إمكانيات إعادة العلاقات مع النظام السوري، وكذا بعد زيارته لروسيا والتقائه الرئيس الروسي فلادمير بوتين والتباحث في الشأن نفسه، وبالحديث عن الدول الأوربية نجد أن الموقف الأوربي يتماهى مع الموقف الأمريكي بدرجة كبيرة وفيما يخص إيران وتركيا نجد أن الموقف الإيراني هو الترحيب بخطوات التقارب العربي مع  النظام السوري  في حين أن تركيا تعارض مثل تلك الخطوات وتدينها وترفض أي خطوات من شأنها تطبيع العلاقات مع النظام السوري من منطلق أن وجوده على الحد الجنوبي من البلاد  يشكل خطرا حقيقيا عليها.

    ثانيا : دوافع التقارب العربي مع النظام السوري

    بالنظر إلى أبعاد التقارب العربي  مع النظام السوري يمكننا القول إن شمولية الأبعاد تعكس تعدد الأسباب والدوافع التي قادت لهذا التقارب وهي موزعة على شقين، الأول: دوافع اقتصادية وسياسية، والثاني: جغرافية وأمنية،  وذلك على النحو التالي :

    الدوافع السياسية و الاقتصادية 

    تبدو الدوافع الاقتصادية للتقارب العربي مع النظام السوري واضحة إلى حد كبير بينما تبقى الدوافع السياسية طي التأويل ورهن التدقيق،  إلا أنها وعلى الرغم من ذلك لا تقل أهمية عن الدوافع الاقتصادية بل إنها قد تضاهيها من حيث الأهمية وتتمثل أهم الدوافع الاقتصادية والسياسية لهذا التقارب في:

    أ- رغبة الأنظمة العربية في التعامل مع نظام مستقر نسبيا عوضا عن التعامل مع فصائل مفككة من المعارضة تتفق حينا وتختلف أحيانا أخرى وبما يضمن لها مصالحها في سوريا.

    ب- سعي بعض الأنظمة العربية كالأردن والإمارات للعب دور إقليمي مهم من خلال إعادة سوريا إلى البيت العربي والحد من الدور الإيراني وكذا دور الإخوان المسلمين الذي تقوده تركيا في سوريا .

    ج- القيام بأدوار مهمة خارج إطار التطبيع مع إسرائيل وهو دافع للأنظمة التي شرعت بخطوات التطبيع مع إسرائيل في الآونة الأخيرة كالإمارات والبحرين، وبحيث تدلل على مكانتها وقدراتها المهمة في نسج  علاقات مع المتناقضين.

    د- الدخول في صفقات إعادة الإعمار التي من شأنها أن تدر على هذه الدول صفقات وأموال طائلة وتسمح لها بالتأثير في المستقبل السوري، وهذا الهدف يشمل جميع الدول التي شرعت بالتقارب مع النظام السوري وفي مقدمتها الإمارات ومصر والسعودية وسعي هذه الأنظمة لتحجم حصة إيران في هذا الدور .

    هـ- الحد من الخسائر الاقتصادية والتجارية التي شهدتها بعض  الدول بمقاطعة النظام السوري، حيث إن دولا عدة على رأسها الأردن ولبنان قد تأثرت بحالة العزلة التي فرضت على النظام السوري وتسببت لها مقاطعتها بخسائر فادحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان الاقتصاد الأردني قد ” تقلص  بنسبه 1.6% أثناء العام 2020م، فيما وصلت البطالة حوالي 25 % في الربع الأول من العام 2021 ناهيك عن تدفق هائل للاجئين على مدى العقد الماضي “[30]، كما أن الأردن كانت   ” تحقق أكثر من 800 مليون دينار واردات عبور عبر المعابر الحدودية مع سوريا “[31]، ما جعل من إقدام الأردن  على التقارب مع النظام السوري ضرورة ملحة لإنعاش الاقتصاد المتهالك والأمر نفسه ينطبق على الإمارات من حيث سعيها لتعظيم مكاسبها الاقتصادية حيث  كانت ” تعد الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسوريا على المستوى العالمي وتستحوذ على ما يتجاوز نسبته 14 % من تجارة سوريا الخارجية وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما عام 2020م نحو 2.6مليار درهم “[32] وكانت قد خسرت تلك الموارد والمكانة قبل أن تستأنف علاقاتها مع النظام السوري في العام 2018م.

    و- تهدف بعض الدول في مقدمتها دول الجوار  كالأردن ولبنان والعراق من تقاربها مع النظام السوري وبالإضافة إلى الأسباب السابقة، إلى إعادة اللاجئين من أراضيها  وتخفيف العبء الذي يقع على كاهلها أو على الأقل الحد من توافد اللاجئين إليها بحل الأزمة السورية وإعادة تأهيل النظام السوري والقبول بوجوده كأمر واقع في مستقبل سوريا القريب.

    الدوافع الجغرافية و الأمنية

    يمكن إيجاز أهم الدوافع العربية للتقارب مع النظام السوري في النقاط التالية :

    أ- التقارب الجغرافي باعتبار سوريا عمقا استراتيجيا لكل من الأردن والعراق ولبنان حيث يؤثر عدم الاستقرار في سوريا على هذه الدول مجتمعة ويهدد أمنها واستقرارها.

    ب- الحاجة  للتنسيق مع جهة تمتلك نوعا من التنظيم بشأن أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعمليات التهريب وهو ما يمتلكه النظام وتفتقر إليه المعارضة كبديل.

    ج- خشية امتداد العنف والتطرف بين  الإثنيات الممتدة  من  سوريا إلى دول الجوار  ومن ثم انتشار العنف والتطرف في تلك الدول.

     وبالنظر إلى الدوافع الأمنية والعسكرية مقارنة بالدوافع الاقتصادية والسياسية نجد أن الأخيرة شاملة للدول العربية التي شرعت في التقارب مع النظام السوري كافة، في حين تبدو الدوافع الأمنية والعسكرية وباستثناء محاربة التطرف ومكافحة الإرهاب كهدف جامع خاصة بدول الجوار أكثر من غيرها وذلك بحكم التقارب الجغرافي لهذه الدول.

    ثالثا: دلالات التقارب العربي مع النظام السوري

    يحمل التقارب العربي مع النظام السوري وفي ظل استمرار الأزمة السورية ونفوذ القوانين والقرارات الدولية القاضية بمعاقبة النظام وبعد عقد كامل من العزلة والتوتر دلالات عدة لعل أهمها:

    1. الاختلافات البينية بين الدول العربية عموما والخليجية خصوصا ساهمت في تباين المواقف المتخذة حيال النظام السوري، فالإمارات وبعد أن بدأت الخلافات بينها وبين السعودية على محاور عدة في الصراع في اليمن تسعى لاتخاذ موقف يختلف وموقف النظام السعودي مع النظام السوري، وكذلك السعودية وفي إطار خلافها مع قطر والإخوان المسلمين وتركيا سعت لتبني موقف مخالف لها تحت ذريعة احتواء النظام السوري والحد من الدور الإيراني الفعال في سوريا، والأمر نفسه ينطبق على معظم الدول العربية التي اتخذت مواقفها بناء على تحالفاتها واختلافاتها مع الدول من حولها سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
    2. عودة العلاقات مع النظام السوري ستعيد تأهيله وستمكنه من الوقوف مجددا بتجاوز المعضلة الاقتصادية والتي تعد الأهم بالنسبة للنظام بعد أن تجاوز معضلة البقاء من عدمه إلى حد كبير.
    3. يعد التقارب العربي مع النظام السوري في جزء منه نتيجة للامتداد العمري للأزمة السورية وتماسك النظام السوري، حيث سعت معظم الأنظمة التي تقود خطوات التقارب مع النظام السوري منذ مطلع الأزمة إلى إسقاطه أو تغييره بالقوة وجندت في سبيل ذلك مختلف طاقاتها وفي المقابل بذلت جهودا حثيثة لتنظيم المعارضة وتمكينها من السيطرة، إلا أن ما حدث هو أن النظام استعاد معظم الأراضي وتمكن من لملمة شتاته شيئا فشيئا، وبالتالي بدا صامدا عصيا على التغيير في حين أن  المعارضة ازدادت تشتتا وكثرت الخلافات بين فصائلها مما منع الدعم عنها وجعل الأنظمة تتحول عنها عائدة إلى النظام السوري الذي أبدى قدرة على المقاومة والمساومة في آن واحد.
    4. -لا يمكن قراءة التقارب العربي مع النظام السوري بمعزل عن محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني حيث تتعامل معها الولايات المتحدة الأمريكية كورقة تفاوض مع الجانب الإيراني.
    5. من الواضح أن هناك تغييرا قد حدث في سياسة أمريكا تجاه الأزمة السورية وربما المنطقة بتولي جوبايدن السلطة في أمريكا.
    6. سيبقى من الصعب إعادة الاستقرار لسوريا وامتلاك النظام السوري للسيادة في ظل تقاسم النفوذ في سوريا وتوزع مصيرها بين أربع دول رئيسية على الأقل وهو ما يؤكد أطماع تلك الدول في سوريا منذ البداية والتي لا تمانع في سبيل تحقيقها من إعادة علاقاتها مع النظام الذي حاربته يوما.
    7. تعتبر موازين القوة ولغة المصالح هي الغالبة فيما يتعلق بالعلاقات على مستوى الدول بدلالة التطبيع مع نظام تمت مقاطعته لأسباب إنسانية ولارتكابه جرائم حرب من وجهة نظر الدول الساعية للتعامل معه اليوم.

    المبحث الثالث: مستقبل العلاقات العربية مع النظام السوري

    بالنظر إلى سير الأحداث ومسار التقارب العربي مع النظام السوري يمكننا القول إن مستقبل العلاقات العربية معه لا يخرج عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لكل سيناريو من بينها مقوماته والأسباب التي من شأنها أن تؤدي إليه، ويمكن عرض تلك السيناريوهات على النحو التالي:

    السيناريو الأول

    بقاء حالة الانقسام تجاه النظام السوري وهو ما يعني مضي بعض الدول في طريق إعادة العلاقات معه بشكل محدود  ومضي البعض الآخر في طريق مقاطعته وربما محاربته وهو ما سيعني انعدام الاستقرار في سوريا واستمرار الأزمة ويدعم هذا السيناريو حالة الانقسام الحالية وعدم اتخاذ موقف جامع من الأزمة السورية وضبابية الموقف الأمريكي من الخطوات المتخذة في إطار التقارب مع النظام السوري،  وبقاء مثل هذا السيناريو يمكنه أن يبقي  على  النظام السوري هشا غير قادر على القيام بأدوار مهمة، وربما غير قادر على النهوض بدوره داخل سوريا، وهو ما سيمكّن من إضعافه بالتدريج ومن ثم إسقاطه بسهولة وهو ما حدث مع النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين الذي خرج من حرب الخليج الثانية  مثقلا بالعقوبات ومحاطا بالخصوم مما قاد لإضعافه بالتدريج ومن ثم إسقاطه بعد أن استعصى على خصومه القيام بذلك في حرب الخليج الثانية أو عقبها مباشرة وهي استراتيجية يمكن أن تتخذها  أمريكا والدول الغربية  تجاه النظام السوري، فلا هي التي استطاعت تغيير النظام ولا هي التي ستسمح له بالعودة واستعادة القوة الكاملة التي تمكنه من بناء نفسه والوقوف من جديد في وجه التحديات، بل ستعتمد استراتيجية النفس الطويل في إسقاطه وحدوث مثل هذا الأمر يعني أن هدف إسقاط النظام السوري لايزال حاضرا في العقل الأمريكي وإن غاب عن تصريحات مسؤوليها .

    السيناريو الثاني

    -عودة العلاقات مع النظام السوري والدول العربية إلى ما قبل 2011م وهو ما يعني التطبيع الكامل معه وهذا السيناريو وارد في حالة إعلان أمريكا تعاملها مع النظام السوري من ناحية، واستمرار تقدم النظام في الداخل وتمكنه من إحكام السيطرة على البلاد من ناحية ثانية، وقدرته على تشبيك العلاقات وتحسين صورته للعالم من ناحية ثالثة،  كما أنه يتوقف على الدور الذي ستلعبه إيران في مستقبل سوريا وبنتيجة مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني ويستبعد حدوث هذا السيناريو في حالة استمرار ضبابية الموقف الأمريكي من التقارب مع النظام السوري وفي حالة استمرت حالة الانقسام في الوسط العربي تجاه النظام السوري .

    السيناريو الثالث

    تراجع العلاقات مع النظام السوري والعودة إلى حالة المقاطعة أو العزلة ويمكن أن يحدث هذا السيناريو في حالة اتخذ الجانب الأمريكي موقفا فعليا مناهضا للخطوات التي تتخذها الأنظمة العربية للتقارب مع النظام السوري بتفعيل قانون قيصر أو إصدار قوانين مماثلة، وهو ما قد يحدث نتيجة لفشل مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني وزيادة التوتر بين كل من أمريكا وإيران؛ إذ إنه من الوارد أن  الصمت الأمريكي حيال تلك الخطوات يأتي في إطار سعيها لإنجاح المفاوضات واللعب بالورقة السورية ضمن أوراق التفاوض مع إيران كما يتوقف حدوث مثل هذا السيناريو على عدم قدرة النظام السوري على استغلال حالة الانفتاح الحالية وإن كانت محدودة في بناء علاقات جيدة مع  الأنظمة المؤثرة عالميا وقدرته على تعزيز الجانب الاقتصادي وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في الداخل السوري قدر الإمكان، وفي حال لم يتمكن من تحسين صورته باتخاذ إجراءات من شأنها مساعدته على تجاوز خطر إسقاطه أو عزله في المستقبل .

    خاتمة

    بالنظر إلى ما تم التطرق له في المباحث الثلاثة لهذه الدراسة يمكننا استخلاص مجموعة من الاستنتاجات حول التقارب العربي مع النظام السوري أهمها:

    1. مرت العلاقات العربية السورية منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011م بثلاث مراحل هي على التوالي: مرحلة التوتر والعزلة (2011م-2015م)، مرحلة التدخل الروسي وتماهي العلاقات (2015م، 2018م )، وأخيرا  مرحلة انفراج العلاقات ( 2018م – 2021م ) وهي مراحل حكمتها المتغيرات على المستويين الدولي والإقليمي وكذا المتغيرات في الداخل السوري .
    2. اتخذ التقارب العربي مع النظام السوري من الأبعاد الرئيسية الثلاثة (السياسية، والاقتصادية، والعسكرية) أبعادًا له بالإضافة إلى البعد الخارجي الذي ارتبط بالمواقف على المستوى الدولي والإقليمي من هذا التقارب.
    3. للتقارب العربي مع النظام السوري دوافع عدة منها دوافع سياسية واقتصادية كالمشاركة في صفقات إعادة الإعمار ولعب أدوار إقليمية والحاجة إلى التعامل مع جهة لديها قدر من التنظيم داخل سوريا ودوافع عسكرية وأمنية يأتي في طليعتها محاربة الإرهاب والتطرف والتنسيق الأمني المشترك.
    4. على الرغم من وضوح البعد الاقتصادي للتقارب العربي مع النظام السوري، إلا أنه والأبعاد الأخرى تنطوي ضمن التقارب السياسي وتسير بالتزامن معه.
    5. أدى الامتداد الزمني لعمر الأزمة السورية وقدرة النظام السوري على المقاومة والمساومة معا إلى القبول بفكرة وجوده في مستقبل سوريا القريب وهو ما قاد للانفتاح عليه من جديد وتجاهل القرارات والقوانين القاضية بعزله وتحريم التعامل معه.
    6. حالة الانقسام وعدم اتخاذ مواقف جامعة تجاه الأزمة في سوريا، والتدخل الروسي إلى جانب النظام، وتفكك المعارضة كلها أسباب أدت إلى كسر العزلة على النظام السوري وخلقت تصورا مفاده أن النظام السوري لن يتغير على الأقل في المستقبل القريب .
    7. تتمثل السيناريوهات المستقبلية للعلاقات العربية مع النظام السوري في ثلاثة سيناريوهات محتملة أولها بقاء حالة الانقسام العربي والدولي حياله وهو ما يعني استمرار الأزمة وبقاء خطر إسقاط النظام قائما، والثاني: التطبيع الكامل للعلاقات العربية معه وهو ما يتوقف على تغير الموقف الأمريكي من النظام و قدرة النظام على تحسين صورته والنهوض بدوره، والثالث: العودة إلى مرحلة التوتر والعزلة ويتوقف هذا السيناريو على نتيجة مفاوضات فيينا وعلى الموقف الأمريكي في المستقبل كما يتوقف على عجز النظام في استغلال الانفتاح الحالي لتثبيت أركانه وتوسيع علاقاته. 
    8. تبقى لغة المصلحة وموازين القوة هي العنصر الأساس والفاعل فيما يخص العلاقات بين الدول في حين أن الجانب الإنساني ليس سوى عنصر ثانوي وأحيانا وسيلة.

    المراجع

    1. عمار عدنان شمران، 2018م، دور جامعة الدول العربية في إدارة الأزمة السورية على ضوء ثورات الربيع العربي دراسة منشورة على الرابط:

    https://bit.ly/3moGv5I

    • خالد وليد محمود، 2013 م، الأزمة السورية: قراءة في مواقف الدول العربية المجاورة، دراسة صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على الرابط:

    https://bit.ly/32mwGOT

    • كريم أبو الروس، 2019م، تطورات الموقف العربي من النظام السوري، مركز مسارات، على الرابط:                

    https://bit.ly/3EvOpCO

    • أبو الفضل محمد مكرم بن منظور الأفريقي، لسان العرب، تحقيق :يوسف خياط ونديم مرعشلي، دار صادر، بيروت، ج2، ط1، ص309.
    • مصطفى محمود، 1996م، الأبعاد السياسية لمفهوم الأمن في الإسلام، المعهد العالي للفكر الإسلامي، القاهرة، ط1، ص19. 
    • إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، وحامد عبدالقادر وآخرون، المعجم الوسيط تحقيق: مجمع اللغة العربية، دار الدعوة للنشر، بيروت، ص215.    
    • المصدر السابق نفسه، ص309.
    • جامعة بيرزيت، معجم الفلسفة، على الرابط:

    https://bit.ly/3Em8gBB

           9- كلمات، 2020م، تعريف التقارب، على الرابط:

    https://biy.ly/3e1DPRq

         10- عمر الحسن، 2012م، دول الخليج والأزمة السورية: مستويات التحرك وحصيلة المواقف، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:

    https://bit.ly/3yWEdiV

          11- كريم أبو الروس، تطورات الموقف العربي من النظام السوري، مصدر سابق الذكر.

          12-المصدر السابق نفسه.

          13-صحيفة الشعب اليومية أونلاين، على الرابط:                                                https://bit.ly/3FtVAtD

          14-مهند الحاج علي، 2019م، أي علاقات أمس واليوم بين حزب الله وسورية، مؤسسة كارنغي للسلام الدولي، على الرابط:

    https://bit.ly/3qnxTwR

          15-خير الله الحلو، 2020م، التدخل العسكري التركي شمال سوريا: استراتيجية واحدة وسياسات متباينة، تحرير: دكستريم، مركز رورت شومان للدراسات العليا، على الرابط:

    https://bit.iy/3FtVIPf

            16-منتصر أبو نبوت، 2020م، مواقف أبرز الدول المعنية بالملف السوري منذ انطلاق الثورة، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:

    https://bit.ly/3H9D9uQ

    17-بي بي سي، 2021م، علاقات سوريا بالدول العربية: هل بدأت عودة سوريا للبيت العربي، على الرابط:          

    https://bbc.in/3JmhnGO,

    18-ياسين أيذي، 2021م، مؤيدة ورافضة.. المواقف العربية من عودة سوريا إلى الجامعة، وكالة الأناضول، على الرابط:

    https://bit.ly/32IFDaW

    19-زياد ماجد، 2019م، آفاق التطبيع العربي المرتبك مع النظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:

    https://bit.ly/3qp02DU

    20-عربي بوست، 2021م، أول زيارة من نوعها منذ2011.. وفد لبناني رفيع المستوى يصل دمشق لبحث نقل الغاز المصري برًا عبر سوريا، على الرابط:                                                                                     https://bit.ly/3FudSeD

    21-جنى الدهيبي، 2021م، جلب الغاز للبنان عبر الخط العربي.. ضغط أمريكي على إيران أم انفتاح على النظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:                                       https://bit.ly/3JIIRwE

    22-يوسف حمود، 2021م، بعد زيارة وزير خارجية الإمارات.. ما تداعيات التطبيع مع النظام السوري، الخليج أونلاين، على الرابط

    https://bit.ly/3JmKNsk

    23-الميادين، 2021م، للمرة الأولى منذ10سنوات.. اتصال هاتفي بين الرئيس الأسد والملك الأردني على الرابط:

    https://bit.ly/3mynRbo

    24-حسين قايد، 2021م، خطوة مقابل خطوة ..وثيقة مسربة لتطبيع شامل مع نظام الأسد، على الرابط:

    https://bit.ly/3qiDNis

    25-سي إن إن بالعربية، 2021م، الأردن وسوريا.. تفاهمات لتعزيز التعاون بمجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل، على الرابط:

    https://cnn.it/341L1jT

    26-الشرق الأوسط، 2021م، زيارة وزير خارجية الإمارات إلى سوريا.. كيف تطورت العلاقات مؤخر على الرابط:

    https://bit.ly/3135fsp

    27-ليث الجنيدي، 2021م، العلاقات الأردنية السورية من الجفاء إلى التواصل، الأناضول، على الرابط:

    https://bit.ly/3sx1ney

    28-الميادين، 2021م، عودة العلاقات السورية – الأردنية تقارب سياسي وانفتاح اقتصادي، على الرابط:

    https://bit.ly/3pv8hii

    29-سناك سوري، 2018، اللواء علي مملوك يزور مصر رسميًا، على الرابط:

    https://bit.ly/315MLHK

    30-ميرفت عوف، 2021م، مصالح اقتصادية أم دواع سياسية لماذا عادت الاتصالات بين الأردن والنظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:

    https://bit.ly/3qvafyt

    31-مصطفى هاشم، 2021م، تقارب العلاقات السورية الأردنية كيف ينعكس على سياسات المنطقة، على الرابط:

    https://bit.ly/3eppJi9

    32-الشرق الأوسط مصدر سابق الذكر، على الرابط:                                      https://bit.ly/3135fsp        


    [1] – عمار عدنان شمران، 2018م، دور جامعة الدول العربية في إدارة الأزمة السورية على ضوء ثورات الربيع العربي دراسة منشورة على الرابط:

    https://bit.ly/3moGv5I

    [2] – خالد وليد محمود، 2013 م، الأزمة السورية: قراءة في مواقف الدول العربية المجاورة، دراسة صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على الرابط: https://bit.ly/32mwGOT

    [3]– كريم أبو الروس، 2019م، تطورات الموقف العربي من النظام السوري، مركز مسارات، على الرابط: https://bit.ly/3EvOpCO 

    [4] أبو الفضل محمد مكرم بن منظور الأفريقي، لسان العرب، تحقيق: يوسف خياط ونديم مرعشلي، دار صادر، بيروت، ج2، ط1، ص309.

    -مصطفى محمود، 1996م، الأبعاد السياسية لمفهوم الأمن في الإسلام، المعهد العالي للفكر الإسلامي، القاهرة، ط1، ص19. [5]

    -إبراهيم مصطفى أحمد الزيات، وحامد عبد القادر وآخرون، المعجم الوسيط تحقيق: مجمع اللغة العربية، دار الدعوة للنشر، بيروت، ص215.  [6]

    -المصدر السابق نفسه، ص309.[7]

    [8] – جامعة بيرزيت، معجم الفلسفة، على الرابط: https://bit.ly/3Em8gBB           

    [9]– كلمات، 2020م، تعريف التقارب، على الرابط:https://biy.ly/3e1DPRq   

    [10] -عمر الحسن، 2012م، دول الخليج والأزمة السورية: مستويات التحرك وحصيلة المواقف، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط: https://bit.ly/3yWEdiV

    [11]– كريم أبو الروس، تطورات الموقف العربي من النظام السوري، مصدر سابق الذكر.

    [12] -المصدر السابق نفسه.

    [13] -صحيفة الشعب اليومية أونلاين، على الرابط: https://bit.ly/3FtVAtD

    [14] -مهند الحاج علي، 2019م، أي علاقات أمس واليوم بين حزب الله وسورية، مؤسسة كارنغي للسلام الدولي على الرابط: https://bit.ly/3qnxTwR

    [15] – خير الله الحلو، 2020م، التدخل لعسكري التركي شمال سوريا: استراتيجية واحدة وسياسات متباينة، تحرير: دكستريم، مركز رورت شومان للدراسات العليا، على الرابط: https://bit.iy/3FtVIPf        

    [16] -منتصر أبو نبوت، 2020م، مواقف أبرز الدول المعنية بالملف السوري منذ انطلاق الثورة، شبكة الجزيرة الإعلامية،على الرابط: https://bit.ly/3H9D9uQ

    [17]-بي بي سي، 2021م، علاقات سوريا بالدول العربية: هل بدأت عودة سوريا للبيت العربي، على الرابط: https://bbc.in/3JmhnGO,

    [18] – ياسين أيذي، 2021م، مؤيدة ورافضة.. المواقف العربية من عودة سوريا إلى الجامعة، وكالة الأناضول، على الرابط: https://bit.ly/32IFDaW

    [19] -زياد ماجد، 2019م، آفاق التطبيع العربي المرتبك مع النظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط: https://bit.ly/3qp02DU

    [20] -عربي بوست، 2021م، أول زيارة من نوعها منذ2011.. وفد لبناني رفيع المستوى يصل دمشق لبحث نقل الغاز المصري برًا عبر سوريا، على الرابط:https://bit.ly/3FudSeD

    [21] -جنى الدهيبي، 2021م، جلب الغاز للبنان عبر الخط العربي.. ضغط أمريكي على إيران أم انفتاح على النظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط: https://bit.ly/3JIIRwE    

    [22] -يوسف حمود، 2021م، بعد زيارة وزير خارجية الإمارات ..ما تداعيات التطبيع مع النظام السوري، الخليج أونلاين، على الرابط:

    https://bit.ly/3JmKNsk

    [23] -الميادين، 2021م، للمرة الأولى منذ 10 سنوات.. اتصال هاتفي بين الرئيس الأسد والملك الأردني على الرابط:

    https://bit.ly/3mynRbo

    [24] – حسين قايد، 2021م، خطوة مقابل خطوة ..وثيقة مسربة لتطبيع شامل مع نظام الأسد، على الرابط:

    https://bit.ly/3qiDNis

    [25] – سي إن إن بالعربية، 2021م، الأردن وسوريا.. تفاهمات لتعزيز التعاون بمجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل، على الرابط:

    https://cnn.it/341L1jT

    [26] – الشرق الأوسط، 2021م، زيارة وزير خارجية الإمارات إلى سوريا.. كيف تطورت العلاقات مؤخرا :   https://bit.ly/3135fsp        

    [27] – ليث الجنيدي، 2021م، العلاقات الأردنية السورية من الجفاء إلى التواصل، الآناضول، على الرابط:

    https://bit.ly/3sx1ney

    [28] – الميادين، 2021م، عودة العلاقات السورية – الأردنية تقارب سياسي وانفتاح اقتصادي ، على الرابط:

    https://bit.ly/3pv8hii

    [29] – سناك سوري، 2018، اللواء علي مملوك يزور مصر رسميًا، على الرابط:

    https://bit.ly/315MLHK

    [30] – ميرفت عوف، 2021م، مصالح اقتصادية أم دواع سياسية لماذا عادت الاتصالات بين الأردن والنظام السوري، شبكة الجزيرة الإعلامية، على الرابط:  https://bit.ly/3qvafyt

    [31] – مصطفى هاشم، 2021م، تقارب العلاقات السورية الأردنية كيف ينعكس على سياسات المنطقة، على الرابط:

    https://bit.ly/3eppJi9

    [32] – الشرق الأوسط مرجع سابق الذكر، على الرابط:   https://bit.ly/3135fsp   



    أحدث المقالات

    • تاريخ العلوم السياسية

      تاريخ العلوم السياسية

    • وهم الثراء 

      وهم الثراء 

    • لماذا يجب أن نثقف أنفسنا؟

      لماذا يجب أن نثقف أنفسنا؟

    • إدانة العربي في الأدب الصهيوني.. كيف افترى سميلانسكي على العرب؟

      إدانة العربي في الأدب الصهيوني.. كيف افترى سميلانسكي على العرب؟

    • ملخص كتاب رأس المال (2)

      ملخص كتاب رأس المال (2)